Tuesday, August 14, 2012

جمعيات أهلية وأجنبية تساعد المرأة اللبنانية في الريف


 

الحفاظ على التنوع البيئي والتنمية الإجتماعية والإقتصادية في جرود الهرمل

إستحداث منتزه طبيعي وطني في الشمال  مخطط توجيهي لمجلس الإنماء والإعمار


    إعداد:سيمون بو عون                      

 

تنتشر في لبنان مجموعة كبيرة من الجمعيات غير الحكومية المحلية والأجنبية ، وتتركز أعمالها على التنمية في كافة الميادين الزراعية والإجتماعية والتربوية والإقتصادية في سعي منها لدعم المناطق النائية التي تعاني من خلل في البنى التحتية ونقص فادح في المتطلبات المعيشية ، وتهدف الخطة الأولية لتحفيز المردود المادي لسكان هذه القرى التي تتركز في الهرمل والشمال . جمعية                                            

"مدى" تعمل في هذا النطاق الإنمائي وتساهم في بعض المشاريع التنموية بتمويل من مؤسسات وجمعيات أجنبية .


                                            

تأسست جمعية " مدى" في العام 2000 وهي منظمة غير حكومية تسعى الى تكوين مجتمعات متوازنة تحافظ على التنوع البيئي والإنفتاح على العالم ضمن نطاق إحترام حقوق الإنسان وتأمين العدالة الإجتماعية لكافة الفئات . وتساعد في إنشاء نماذج تركز على علاقة منسجمة بين الإنسان وبيئته . وترتكز مبادىْ الجمعية على عدم التمييز والإنصاف والإلتزام بالمصلحة العامة وإحترام وحماية البيئة الطبيعية والإبداع ، وهي جمعية مستقلة عن الأحزاب السياسية والمصالح الخاصة بحيث لا تبتغي الربح أو أية منفعة خاصة . وتعمل" مدى " في مجال التنمية مع مختلف المجموعات للوصول الى الهدف المنشود والذي يعتمد على على جهود محلية وسياسات وتنظيمات مناسبة للواقع المحلي دون المس بالفردية التي تتميز بها كل منطقة من جبال لبنان .

 

دعم المرأة الريفية

 

تعاني المرأة الريفية من مشاكل إقتصادية جمة وفي خطوة لدعمها قامت "مدى " بتأمين الماعز الشامي لمجموعة من النساء ، واستفاد من البرنامج الإنمائي 16 إمرأة تم إختيارهن بالتنسيق مع البلدية من خلال مراعاة الوضع الإقتصادي لكل إمرأة كما تم التأكد من إستعدادهن للمضي بهذا المشروع حتى النهاية . ونالت كل إمرأة ثلاثة ماعز من النوع الشامي والتي تم إختيارها تحديداً لأنها تحافظ على الغطاء النباتي في جرود الهرمل الغنية بالأشجار النادرة مثل اللزاب وغيرها ، فالماعز الشامي لا يحب الرعي ويمكن تربيته في الزريبة ويعطي إنتاجاً عالياً من الحليب ، وتركز هدف الجمعية على هذه النقطة لأنها أولاً خطوة هامة في الحماية البيئية وثانياً تقدم مردوداً ماديا ً للنساء من خلال بيع الحليب ومنتجاته الى القرى المجاورة . ولم تكتف الجمعية بتقديم الماعز فقط للنساء في جرود الهرمل بل قامت بأربع دورات تدريبية تركزت على كيفية زرع الأعلاف وحصدها بالإضافة الى إجراء دورات أخرى حول صحة الماعز وأساليب العناية بها . واستفادت من هذا المشروع قرى جرود الهرمل مثل عميرة وعين البيضاء وعقبة المتراس ومرج الطويل وغيرها ، وُتعتبر جميعها قرى تعاني من الحرمان والتهميش في البنى التحتية وسكانها يعيشون في ظروف صعبة .

العسل والأعشاب العطرية

تنتشر في بعض المناطق عادة قطع الأشجار التي تقضي على الثروة الحرجية التي تميز المناطق اللبنانية وجبالها ، وفي خطوة لتقديم فرص تجارية وبديلة لقاطعي الأخشاب وسكان الريف قامت " مدى "بتوزيع 95 خلية نحل في مناطق يكثر فيها قطع الأخشاب وتم تقديم بعض الأدوية واللوازم لجمعية تعاونية تأسست في الشمال في منطقة مشمش . وأُنجز المشروع على أكمل وجه بالرغم من الصراعات التي نشأت بين " مدى " وبعض الشركات الخاصة والتي أثرت نوعاُ ما على مشروع العمل مع جماعة قاطعي الأخشاب . أما في المناطق الشمالية فسوف يتم توزيع قفا~ر النحل على مجموعة من النساء غير أن الجمعية قامت بتأمين دورات تثقيقية تركزت حول كيفية العناية بالنحل والتعامل مع الأدوات المخصصة لأدارة القفير ، كما جرى تثقيف المرأة حول الأعشاب العطرية التي يفضلها النحل لأنتاج نوعية جيدة من العسل . وتقع كافة هذه الخطوات في خانة منح المرأة فرصة لزيادة مدخولها المادي وإخراجها من دائرة التهميش الذي يطال المرأة في كثير من الجرود اللبنانية

 

مشاريع بيئية وتربوية

لا تتركز النشاطات على النساء فقط بل تطال قطاع التربية حيث أقيم مخيم صيفي جمع 50 طفلاً، من منطقة الهرمل والشمال ، أعمارهم بين 8 الى 14 عاماً تم التركيز فيه على نشاطات تربوية حول حماية البيئة. بالإضافة الى دعم السياحة البيئية من خلال تشجيع وتعزيز السياحة البيئية في الهرمل ، الضنية ، عكار . أما التنوع البيولوجي فكرست الجمعية معظم وقتها للإهتمام بهذه الناحية وتمكنت من تقييم الحياة النباتية مكنها من الحصول على معلومات أولية حول التنوع البيولوجي في الغابات والقيام بدراسات حوله ووضع الخرائط والعمل في إطار مشروع المحمية الوطنية ، وضمن هذه الخانة قامت الجمعية بدعم الجمعيات التعاونية في الشمال المعنية بالمحمية الوطنية المتوقعة 

   

                                                                                 

منتزه طبيعي في الشمال

 تتمتع جبال لبنان الشمالي بإرث طبيعي فريد وتتميزبإمتداد أشجار الأرز وتواصلها ولقد تم تسجيلها ضمن المنتزه الوطني الوحيد المعد له في المخطط التوجيهي الذي أعده مجلس الإنماء والإعمار ويرتبط إنماء هذه المنطقة بحماية الثروات الطبيعية المكونة من غابات من شجر الأرز والعرعر والسنديان الأفرع ... وبهدف حماية الموارد الطبيعية وضمان ملكية الأراضي جرى إشراك البلديات المعنية بالإضافة الى العديد من الشركاء المحليين والدوليين . ويشكل الموقع الذي يشمله المنتزه الوطني في مخطط إعداد الأراضي اللبنانية وتتحدد بأكبر مساحة متواصلة من الغابات . وتساهم " مدى " في دعم مشروع المنتزه الوطني من خلال الإسهام في التنمية الإقتصادية والإجتماعية وتشجيع الفاعلين على الإهتمام بهذه المنطقة مثل البلديات والمالكين والتعاونيات وأصحاب حق الإستعمال . وتجدر الإشارة الى أنه تم إصدار مراسيم بسبع محميات طبيعية كما تشكل مواقع أخرى موضوع حماية في إطار قرارات رسمية صادرة عن وزارتي الزراعة أو البيئة وقد خطط مجلس الإنماء والإعمار لسبع منتزهات طبيعية إقليمية ، ومنتزه وطني واحد فقط


الحفاظ على كافة البنى التقليدية

أطفال يلعبون بطمأنينة


أشجار اللزاب منتشرة في جرود عكار




                                           برك مستحدثة للري 

 

 أما النتائج فهي غالباً ما تقترب من الهدف المنشود على الرغم من بعض المعوقات التي تعترض أي مشروع ، ولكن تبقى المنشورات التثقيفية تساعد على الإطلاع على نشاطات الجمعية بشكل موسُع .
المحاولة جيدة وخاصة أنها تلقي الضوء على أهمية التنوع البيئي الذي يتمتع به لبنان وخاصة جروده المنسية والغارقة في التهميش الواسع


 

تقوم جمعية "مدى" بنشاطات بناءة هدفها تعميق المعرفة والإدراك لأهمية الحفاظ على الزراعة 


No comments:

Post a Comment