Saturday, December 29, 2012

أطول صليب مضاء في العالم موجود في لبنان


أطول صليب مضاء في العالم موجود في قناة باكيش لبنان

والمبادرة كانت من أخوين أوروبيين:جيزو وفرنسوا إيبانيز

 كنيسة مار يوسف الموحدة و3 ليرات ذهب للإكليل والعماد
 

رغبة فرنسية وبمساعدة لبنانية تم بناء أطول صليب مضاء في العالم في قناة باكيش في جبال لبنان. ولقد ساهم في دعم هذا المشروع أخوين فرنسيين هما :جيزو وفرنسوا إيبانز، وقامت جمعية "أرض الرب" الفرنسية بتمويل المشروع،ومن أبرز أهدافها  زرع الصلبان بغية تعزيز الإيمان . تمت الإتصالات اللازمة مع الأبوين فريد ضومط ونقولا أبو حيدر، أما العمل فكان سريعا وأنجزت القاعدة الضخمة للصليب في ثلاثة أسابيع فقط.ولقد تم تدشينه في ليلة عيد الصليب في 13 أيلول 2010 .

 

يبلغ طول الصليب 74 مترا تقريبا وبالتحديد73.80  مترا وهذا الرقم هو عشر إرتفاع جبل الجلجلة الذي صلب عليه المسيح والبالغ 738 مترا. إستمر العمل في بناء الصليب أكثر من ثلاث سنوات وأما قاعدته الأرضية فتحتوي على 600  متر مكعب من الإسمنت وخمسة أطنان من الحديد.

تمت صناعة الصليب من الفولاذ المستورد من فرنسا وتجاوزت الكمية المستخدمة في بنائه أكثر من 170  طنا.

والهدف من إستحداث هذا الصليب وحسب ما أشار إليه الأب فريد ضومط،رئيس دير مار يوسف التابع للرهبانية اللبنانية المارونية في بسكنتا،فكان إنشاء معلم ديني سياحي يقصده الزوار من كافة أنحاء العالم. من الملفت أن الناس بدأت تتدفق الى المكان بعيد تدشينه وسوف يتم تجهيز الصليب العملاق بمصعدين كهربائيين لنقل الزوار الى جناحيه المؤلفين من نحو 300 متر مربع من الممرات التي تتسع لنحو 300 شخص حسب المعلومات التي وزعت لدى تدشين الصليب، كما يمكن رؤية الصليب من مناطق بعيدة.

كنيسة مار يوسف من الداخل


ترميم الكنيسة




























 

ولدى زيارة الصليب لا بد من تلاوة الصلاة في كنيسة مار يوسف الموحدة وهي كنيسة قديمة للفلاحين تم ترميمها بمبادرة من السيد سهيل أبو سمرا ويحتفل بالصلاة فيها كل يوم خميس كذلك يتم تقديم ثلاث ليرات ذهب لكل عروسين يتكللان أمام مذبحها ، ولكل طفل يتعمد في جرنها. 

 

Friday, December 14, 2012

معرض الميلاد في عين سعادة Homemade christmas


 
 
 
 
 
 

معرض الميلاد في عين سعادة في بيت الرعية

برنامج موسيقي متنوع وترفيه للصغار والكبار

 

إفتتح معرض الميلاد في عين سعادة في بيت الرعية ، وهو منزل قديم جميل جدا يتناسب مع أجواء العيد العائلية،وهذه السنة الأولى التي يقام بها معرض للميلاد حيث قام مجموعة من الصبايا والشباب بتنظيمه وذلك بدعم من كهنة الرعية.

يستمر المعرض لمدة ثلاثة أيام :16,15,14 ،كانون الأول من الساعة الخامسة لغاية العاشرة ليلا وسوف يتخلله عزف  للموسيقى ومعرض حرفي وأشغال يدوية وحفلات ترفيهية للصغار.

أجواء ميلادية بإمتياز مع برنامج يتناسب مع الكبار والصغار ،ولا بد من الإشارة الى أن المعرض كان برعاية مجموعة من الشركات والمحلات التي ساهمت في إنجاح المعرض وخاصة وأن كافة النشاطات مجانية وهي تعتمد على التبرعات والتي ستعود بالكامل الى أطفال ديرالراعي الصالح الموجود في بلدة عين سعادة.

 

Saturday, December 1, 2012


البطالة في لبنان تخطت الخطوط الحمر

البطالة في لبنان تخطت الخطوط الحمر
لا إحصاءات من وزارة العمل والشبان... الى الهجرة
سيمون بو عون

جريدة النهار

/البطالة في لبنان تخطت الخطوط الحمر كلها، والمؤسف أن الحكومة لا تتحرك والوضع السياسي هو الهم الأول
والأخير مع ان الأمور وصلت الى حائط مسدود، والوضع المعيشي القائم بات يهدد شريحة كبيرة من الناس وينذربأزمة خانقة… واللافت أن التكلم على موضوع البطالة بات من المحرمات على ما يبدو رغم تحذيرات الإقتصاديين من إستفحال هذه الأزمة المؤثرة بشكل دراماتيكي على الوضع المعيشي للمواطن اللبناني. الإعلامي في كل هذا نال نصيبه من البطالة، رغم وجود مؤسسات صحافية منوعة، إذ أن فرص العمل باتت محدودة ويتمنى بعضهم لو لم يحصلوا على شهاداتهم لأنهم في النهاية سيمكثون في البيت.
 نسبة البطالة في لبنان غير معروفة في ظل غياب أي إحصاءات من وزارة العمل، ولا نغالي إذا قلنا أنها تتعدى 20%، وهو وضع في حال وجوده في دولة أخرى يطيح بالحكومة، لأنه لا يمكن التلاعب بلقمة عيش المواطن! في لبنان حدث ولا حرج! هجرة الشباب المثقف تدق ناقوس الخطر، وهي خير دليل على إرتفاع معدل البطالة، ورغم إعطاء التعليمات للسفارات بالتشدد من ناحية إعطاء التأشيرات لا تزال الأرقام مخيفة. في الفترة الأخيرة ظهرت مجموعة من المقالات التي تتحدث عن يوميات مثقف تارة عربي وطورا فرنسي والى ما هناك من جنسيات، وتتضمن معلومات قيمة سياسية كانت أم إجتماعية وهي تضيف غنىً الى المخزون الفكري لكل قارئ، لكننا سنتحدث
اليوم عن يوميات مثقف عاطل عن العمل

 سكرتيرة: مديرة تحرير

 رانيا إعلامية تخرجت من كلية الإعلام والتوثيق واستطاعت الحصول على وظيفة كمتدرجة في إحدى المجلات المحلية، وما لبثت أن برزت كفاءتها وأصبحت موظفة بدوام كامل بصفة محررة. وإندفاعها جعلها تقوم بمهمات غير منوطة بالصحافي، مثل رسم الصفحات وتصميم الغلاف والتصحيح، وهي كلها تتخطى العمل التحريري، إلا أن صاحب العمل كان سعيداً لأنها “توفّر” عليه توظيف اشخاص جدد لهذه المهمات، أما راتبها فكان 450 ألف ليرة لبنانية عداً ونقداً، وهي قبلت بهذا الراتب عله بعد عدة أشهر يرتفع قليلاً. في أحد الأيام طاب لصاحب المؤسسة أن يعطي كل الصلاحيات التحريرية الى سكرتيرته ودعا الى إجتماع عام زف فيه الخبر لجميع العاملين في المجلة. لم يتجرأ أحد على الإعتراض مخافة خسارة وظيفته، أما رانيا فكان تعليقها كيف يمكن لسكرتيرة أن تهتم بالمقالات وهي غير خبيرة بهذا المضمار، كما أن الإعلامي يقدّم عمله لمدير التحرير فهو مسؤول وحده عن الصحافي في المؤسسة وذلك حسب التراتبية، ناهيك عن أنها غير خبيرة بهذا العمل، فأجابتها السكرتيرة كالآتي: “يمكنك تدريبي لكي أستطيع فهم طريقة العمل”. أما رانيا فلم تعد تستطيع ضبط نفسها وأجابتها بأنه ليس لديها وقت لتدريبها لكي تصبح هي مديرتها” ومنذ ذاك الحين بدأت الحرب الضروس، وخُططت المؤامرات بين السكرتيرة ورب العمل الى أن تم الإستغناء عنها من دون أي تعويضات، وعندما قالت له بوجوب دفع المستحقات اللازمة لنهاية الخدمة أجابها ببرودة: “إذهبي وبلطي البحر”.
وهكذا فعلت خرجت من العمل وأصبحت في مهب الريح لعدم وجود
أي مؤسسة أو نقابة يمكن اللجوء اليها لرفع شكواها فهي غير منتسبة الى نقابة المحررين والتي تفرض شروطاً خاصة وقسم لا بأس به من الإعلاميين غير منتم اليها. خرجت رانيا من العمل مع راتبها الصغير، وكانت شبه متأكدة من الحصول على عمل آخر فالمؤسسات الإعلامية المكتوبة والمسموعة والمرئية منتشرة بكثرة في لبنان، إلا أن الواقع كان معاكساَ !.
إنكبت على شراء الجريدة يومياً وصفحة الإعلانات المبوبة كانت المفضلة لديها لكن كلها كانت تطلب سكرتيرات ومهندسين، ومدرسين، ومبرمجي كومبيوتر… واستمرت على هذه الحالة الى أن بدأ اليأس يتسلل اليها وبقي في جيبها بضعة آلاف فقط من راتبها الذي كان تعويضها على “طول لسانها”؛ وفي أحد الأيام قرأت إعلاناً عن مؤسسة إعلامية ترغب في توظيف محررين لديها فقالت أن الفرج قد أتى وراحت تحلم ببناء مستقبلها المهني و… فاتصلت ونالت موعداً للمقابلة، لكنها فوجئت بأن صاحب المؤسسة أصر على إجراء إختبار للمتقدمين الى وظيفة محرر وكان خارجاً عن المألوف، لأنه لم يرتكز على فن كتابة الخبروكيفية معالجته  كما درجت العادة بل كان يضاهي إمتحان البكالوريا اللبنانية، وتركزت الأسئلة على المعاهدات والمؤتمرات التي حصلت ابان الحرب العالمية الأولى
والثانية ومن  لم يحضر هذه المعاهدات الى السؤال عن البواب الذي كان موجودا يومها ، أسئلة تعجيزية ...
 إضافة الى ضرورة معرفة إسم وزراء الخارجية والداخلية في الحكومات العربية والأجنبية وغيرهم
من المسؤولين  وصولاً الى اليابان والصين والزيمبابوي إذا جاز التعبير
لم تجب رانيا عن أي سؤال
لأن هذه المعلومات يمكن الإعلامي الحصول عليها في اي لحظة في حال كان محرراً في الصفحة المحلية أو الدولية وخصوصاً مع وجود الإنترنت. وما أن وصلت الى البيت حتى فتشت عن كتاب التاريخ وانكبت على قراءته،

 وطبعاً طارت الوظيفة،والمضحك المبكي أن اللواتي فزن بالوظيفة هن مذيعات ربط برامج حيث يكون التركيز
 على الشكل لا على المضمون ،وإذا كانت الحالة كذلك فلم تعذيب الإعلاميين وإجراء الإختبارات لهم وكأنهم يتقدمون من شهادة البكالوريا! ! الثقافة في مهب الريح! الثقافة لا يمكن الحصول عليها بين ليلة وضحاها بل هي نتاج ساعات من المطالعة ومشاهدة البرامج التلفزيونية والأفلام الوثائقية، أما في لبنان، ورغم أن المقولة السائدة تؤكد أن اللبناني يطبع والمصري يكتب والعراقي يقرأ، فإن غلاء الكتب يمنع الجميع من شراء الكتب والمجلات، وخصوصاً مع وجود أزمة البطالة. ويفضل كثيرون من العاطلين عن العمل الإحتفاظ بنقودهم علها تؤخر الإفلاس يوماً إضافياً. أما كل الشهادات التي يملكونها فلم تؤمن لهم كرامة العيش بل وصل بعضهم الى القبول بوظائف وضيعة، وعندما يسألهم أحدهم عن إختصاصهم يلفقون كذبة ما لكي لا يشعروا بالإحراج إن وزارة العمل في الدول كلها هي المرجع الوحيد للحصول على نسبة البطالة، أما في لبنان فلم نعد ندري ما هو دورها، والذي يدفع الثمن هو نفسه، وكما تقول اغنية السيدة فيروز ان “المعتر بكل الأرض دايماً هو ذاتو”. هكذا هواللبناني الذي يختصر “تعتير” كل العالم لأن ما من  إدارة أو نقابة ترعى مصالحه، فكيف بالأحرى الإعلامي! وفي انتظار الوصول الى هذه اللحظة لا يمكن للعاطل عن العمل إلا مشاهدة التلفزيون لأنه أقل تكلفة من شراء المجلات والكتب.

Thursday, November 22, 2012

البيوت اللبنانية القديمة:تراث غني بالقصص الجميلة

ركوة للقهوة مصنوعة من النحاس

أريكة قديمة تتناسب مع ديكور المنازل القديمة

صحن من الليموج الملون كان يستعمل لتقديم الملبس



طاقة في الحائط لتوفير النور في الأقبية




أشغال يدوية حرفية


غطاء من الصناعة الحرفية اللبنانية


علبة للسكاكر مصنوعة من االفخار الملون يدويا


ميزان أو قبان كما كانوا يسمونه في القديم 






قبو من العقد  


قنديل على الكاز


طناجر من النحاس كانت تستعمل للطبخ


صالون قديم لم يتبق منه سوى هذه القطع


حصيرة من الخيزران مع قبعة من القش تزين الباب وكانت حصائر الخيزران تستعمل للأرض في بعض البيوت اللبنانية القديمة 


قبو قديم من العقد


طاقة صغيرة لوضع المفاتيح


جرار من الفخار كانت تستعمل لصناعة اللبن

بابور على الكاز كان يستعمل للطبخ

جرة وجرن من الفخار ومدقة لصناعة الكبة النيئة اللبنانية

 

Saturday, November 10, 2012

الإرث في لبنان


إرث والديك:بع أرضك وادفع الضرائب للدولة أو إمنحه مباشرة لها!

الدوائر الرسمية تعرقل معاملات المواطنين والسماسرة في كل زاوية



سيمون بو عون



قانون الإرث اللبناني يدعو الى العجب وعندما يرث أحد ممتلكات من والديه تتحول القصة الى نقمة وليس نعمة لأنه يتوجب عليك بيع الممتلكات لكي تدفع مصاريف الإنتقال والبقشيش والسمسرة وتقبيل أيادي الموظقين في الدوائر الرسمية لتسيير عملية الإنتقال.والمضحك المبكي أن الدولة على علم بهذه الإنتهاكات ولكنها لا تحرك ساكنا وتترك المواطن فريسة سهلة في أيدي الموظفين الذين ما أن يغضبوا حتى يوقفوا  كافة المعاملات ،ويقف اللبناني "المعتر"لا حال ولا قوة له ،وعليه قبول مزاجية المسؤول حتى تنتهي معاملته.أما أن تدفع لموظفي الدوائر الرسمية حتى يتحنن عليك ويوقع المعاملة فهذا لا يحصل سوى في هذا البلد الذي ترك المواطن فيه لقمة سائغة لكافة السماسرة.وكل إمضاء يكلف بين 50 و200 دولار وذلك حسب نوعية المعاملة وكمية الإرث وكأنهم يشاركونك إياه.والمواطن "الآدمي"يدفع كافة التكاليف حتى آخر قرش أما أصحاب النفوذ فيجدون ألف حيلة ويتم التزوير في عملية التخمينات حتى يصار الى تخفيض الرسوم.

قوانين قديمة رثة تآكلها الزمن والتطور والتغيير مطلوب ولكن يبدو أن المسؤولين غارقون في حملاتهم الأنتخابية وكل ما يريدونه من الشعب هو صوته في تلك اللحظة المصيرية التي تحدد إستمراريتهم في العمل السياسي ومن بعدها تصبحون نكرة في إعتقادهم وعبثا تحاولون المطالبة بحقوقكم.  

Thursday, November 8, 2012

المواصلات الى كليات الجامعة اللبنانية في الفنار معاناة لا تنتهي


باصات فردية تؤمن النقل و"مؤسسة جورج افرام"توصل الجامعيين مجانا   


 المواصلات الى كليات اللبنانية في الفنار مقطوعة والطلاب
 يطالبون بقرار

6آلاف شخص يسلكون الطريق والمسؤولون يعتبرون الخط

   غير مربح!

 

أكثر من 6000 طالب يسلكون طريق الفنار للوصول الى الكليات التابعة للجامعة اللبنانية والمدارس الموجودة في نقطة لا تمر فيها أي وسائل نقل تابعة للقطاع العام او الخاص.إرتياد كلية العلوم الفرع الثاني او كلية الإعلام والتوثيق يبدا بمسلسل لا ينتهي من المعاناة والقهر وخاصة للطلاب الذين لا يملكون سيارات!

فماذا عن المشكلة؟ وهل من حل؟

                                                                           سيمون بو عون

في حال أردت تبيان حقيقة ما يعانيه الطلاب أو الموظفون ،يجب التذكير بكافة المراحل التي يمرون بها للوصول الى الكليات التابعة للجامعة اللبنانية.الباصات تؤمن الطلاب الى نقطة ما رتقلا - سد البوشرية،وهناك يصطفون على الطريق آملين مرور احد أصدقائهم من الذين يملكون سيارة خاصة. اما إذا كانوا على عجلة من أمرهم ويخافون أن يتأخروا عن موعد  الدروس فيستقلون إحدى سيارات الأجرة الموجودة بكثرة على هذا المفترق، وتكلف العملية بين الألفين وثلاثة آلاف ليرة لمسافة لا تتعدى الكيلومتر الواحد.

أما الذين يسلكون طريق برمانا وصولا الى الفنار فمعاناتهم أكبر من ذلك،لأن أي باص يستقله الطالب بدءا من بكفيا يوصله الى مفرق الفنار في عين سعادة، بعدها يأخذ حافلة أخرى توصله الى الفنار إنما ليس أمام كليات الجامعة اللبنانية وعليه بعدها أخذ تاكسي أو المشي على الأقدام لمسافة تتعدى الكيلومتر الواحد،علما أن الطلاب الذين يرتادون كلية الآداب والعلوم الإنسانية في أول الفنار يعانون من تعدد الباصات للوصول الى الكلية ، إنما على الأقل يتوقف الباص أمام الكلية ، ثم يتابع طريقه في طريق فرعي لا يوجد عليه ركاب كثر.

والطالب او الموظف يدفع من أعصابه وصحته وجيبه للوصول الى كليته بسبب ندرة سيارات الأجرة ،فيضطر الى السير على الأقدام في منطقة شبه نائية سواء تحت المطر او الشمس الحارقة.

الوصول الى الجامعة يتطلب حوالى ساعتين في حال بعد مسافة المنزل نصف ساعة فقط في السيارة. والطلاب لديهم آراء واضحة ويقولون أن "الرخيص غال" لأنهم لا يدفعون قسطا للجامعة  إنما رسوم تسجيل فقط ، فتتم "بهدلتهم"، ويتمنى كل واحد منهم ،لو كانت أحواله المادية جيدة ،شراء سيارة خاصة والإرتياح من عذاب الطريق وحرق الأعصاب . والمبكي أيضا أننا رأينا بأم العين السيول الجارفة التي تمر من أمام كلية لعلوم الفرع الثاني حيث وصلت المياه الى مستوى الركبة...

"البلاش يذل"

الطلاب غير راضين عن هذا الوضع ، وخلال جولتنا تحدثنا إليهم وكانت لهم هذه الآراء، والتي انطلقت من سوء وجود وسائل نقل وصولا الى مشاكلهم داخل الكلية ، وهذه العينة التي اخترناها كانت من كلية العلوم الفرع الثاني لاحتوائها على أكبر تجمع للطلاب (4500 طالب).

- ماريل (سنة رابعة علوم أحياء) تأتي يوميا من جبيل ويوجد باص خاص يوصلنا الى الكلية ، "اما في حال تأخري عن موعد الإنطلاق صباحا فأضطر الى أخذ باص من جبيل الى نهر الموت وبعدها تاكسي الى مفرق الكلية في سد البوشرية فتاكسي آخر الى الكلية وتكلفني العملية أكثر من عشرة آلاف ليرة.وهذا دون التحدث عن الوقت الذي نضيعه على الطرقات . أما الباصات الخاصة التي تكون متوقفة أمام الكلية في إنتظار خروج الطلاب فلا تتحرك بشكل سريع لأننا في حال إنتهت الدروس عند الثانية فعلينا الإنتظار ساعة أخرى قبل إنطلاق الباص عند الثالثة لذلك نفضل الذهاب بالتاكسي الى المنزل للإستفادة من الوقت بالدرس وطبعا ندفع أكثر.

- سارة (سنة رابعة رياضيات) تاتي من الحازمية، "أحتاج الى سيارتي أجرة للوصول الى الكلية ، وأحيانا انتظر أكثر من نصف ساعة حتى يوافق أحد السائقين على نقلي ،وهنا يتدخل زميل لها قائلا " المشكلة كبيرة ولا أحد يساعدنا وكأننا متروكون لأمرنا. أستيقظ عند الخامسة صباحا للتمكن من الوصول على الوقت في حال كان لدي صف عند الثامنة ، مطالبنا كثيرة ولكن الإدارة غائبة عن مشاكلنا وتظن أننا نعيش بألف نعيم، ونشعر بغربة مع الإدارة .وبغض النظر عن المواصلات التي ربما تجدها خارجة عن نطاقها فإننا داخل الجامعة نطالب بمختبرات حديثة ، خصوصا بما يتعلق بالأدوات المستعملة فهي قديمة وأحيانا نتعرض للأذى من خلال تنشق مواد سامة."

- إيلي (طالب كيمياء)"فوجئت بالإهمال الموجود في الجامعة فنحن في السنة الأولى نحب المغامرة إنما ليس في البرد والصقيع والمطر والوضع" بهدلة" بدءا من المواصلات وصولا الى مبنى الكلية فهو غير مؤهل وفيه الكثير من العيوب ويتسرب الهواء من النوافذ ، ووسائل التدفئة معدومة والمصاعد معطلة والمراحيض وسخة حتى أنه قيل لنا أن موازنة الصيانة لكلية العلوم الفرع الثاني هي مليار ليرة فقط سنويا بينما هناك عشرة مليارات ليرة للفرع الأول ونحن نود معرفة السبب."

- سلمى طالبة أخرى كانت أكثر جرأة وتحدثت عن وجود محاربة للفروع الثانية لذلك " لا تهتم الدولة بشؤون الطلاب بدءا بالمواصلات"وعلقت أنه في حال تم إلحاق الفروع الثانية بالأولى"فإنني سأمكث في منزلي لأن ظروفي لا تسمح لي بالسكن في بيت الطالب...أما عن المواصلات فإننا في الشتاء نتبلل بالمياه حتى رؤوسنا وتمنع الباصات من دخول حرم الجامعة لأنه مخصص فقط للأساتذة والموظفين أما الطلاب فليمرضوا ، ربما هكذا يقل عددنا ويرتاحون منا!"

- الطالب جورج ( سنة ثالثة فيزياء ) إستسلم بعد مسلسل المعاناة واشترى سيارة قديمة يستخدمها فقط للتنقل الى الكلية بغية توفير البنزين ويعمل ليلا لتأمين مصروفه وطالب بوسائل نقل نظيفة لأن الروائح تجعلك أحيانا تفضل المشي تحت المطر على الموت مسموما ! ويفضل جورج المكوث في المنزل في الشتاء لأن سيارته تتعطل . وهنا يقترب أحد الطلاب ويقول أن رفاقه يتذمرون كثيرا لأنه من جهته يتدبر أموره جيدا فهو يعمل في فندق ويملك سيارة واستاجر منزلا وناجح في دروسه... فيقاطعه زميله ويقول له : " أتتزوجني؟ "ويضحك الجميع عاليا.

حافلات خاصة ومجانا

في ظل غياب القطاع العام عن الإلتفات الى المشكلة المتفاقمة يوما بعد يوم ،كانت لبعض المؤسسات الخاصة ومجموعة من الأشخاص مبادرات خاصة .

مؤسسة جورج .ن. افرام تقوم بتأمين ما يعادل 20 بالمئة من المواصلات مجانا الى كليات الجامعة اللبنانية . وفي إتصال مع السيدة رانيا افرام الخوري ، المديرة العامة لمؤسسة جورج افرام أوضحت " أن الهدف الرئيس لبرنامج نقل الطلاب يكمن في تعزيز فرص التعليم العالي الرسمي عند العائلات الريفية غير الميسورة بالإضافة الى تمكين الشباب من متابعة تعليمهم الجامعي والمهني من دون إضطرارهم الى الإقامة المكلفة في المدينة والتي هي عادة الخطوة الأولى في مسيرة الهجرة الداخلية الى المدينة . وتؤمن المؤسسة النقل من قرى المنطقتين الجردية والوسطى في كسروان الى كليات الجامعة اللبنانية في منطقة بيروت الكبرى والمدارس المهنية في الدكوانة وذلك بهدف تعزيز التعليم الرسمي على مستوياته المختلفة في لبنان.أما عدد الطلاب المستفيدين من هذا البرنامج فيبلغ حوالى 600  طالب سنويا . ولقد بدأت مؤسسة جورج افرام ببرنامج النقل من المناطق الريفية منذ العام 2002.

الإدارة : لا مشكلة

بعد سماع هذه المشاكل كلها كان لا بد لنا من إجراء إتصال بإدارة كلية العلوم الفرع الثاني ، وكان الجواب "بعدم وجود مشكلة والطلاب سعيدون وأن أحدا من الطلاب لم يتوجه بشكوى إليها " واعتبرت الكلية بأن الحافلات الخاصة تؤمن المواصلات كلها،ويبدو أن الطلاب فضلوا التحدث الى الصحافة ، لربما صوتها " يودي " أكثر من الإدارات الرسمية.

خط غير مربح!

السيد رضوان بو نصر الدين ،مدير عام ورئيس مجلس إدارة السكك الحديدية والنقل المشترك تحدث عن " وجود خط مواصلات في السابق كان يصل الى كليات الجامعة اللبنانية في الفنار .لكن الحافلات تعطلت ، ثم إتخذت الحكومة - قبل التمديد للرئيس إميل لحود- وبجلسة واحدة قرارا بشراء 250 حافلة على مدى ثلاث سنوات وإعطاء الشركة  موازنة قدرها 50 مليار ليرة ، إنما لغاية اليوم لم يتم تنفيذ هذا القرار، علما أن الحافلات الموضوعة في الخدمة تتعطل ومن أصل 200  حافلة يوجد حاليا 74 حافلة  فقط تعمل على الخطوط لعدم وجود قطع غيار ، كما يوجد 13 حافلة غير صالحة للسير. ونحن نطالب بالموافقة على شراء أسطول بري جديد للنقل المشترك من أجل تفعيل هذا القطاع وتغطية المناطق كلها." ولدى السؤال عن عدم مرور الحافلات التابعة للقطاع العام على طريق الفنار أجابنا السيد بو نصر الدين أنه خط غير مربح ، إنما من واجب الدولة تأمين المواصلات لكافة الطلاب وتفاقمت المشكلة مع دخول القطاع الخاص بسبب عدم التنسيق معه،علما أن مصلحة السكك الحديدية والنقل المشترك بالتعاون مع إحدى الشركات الإستشارية أجرت دراسة لخط متكامل في العام 1996 كلفت الدولة مليون دولار غير أنه تم تحويل هذه الخطة ، لسبب أو لآخر ،وتم إستغلالها في قطاع خاص ، حتى أنه تم إطلاق  أرقام الخطوط ذاتها للنقل المشترك ( خطوط باصات الحريري) وأشار الى أن الحلول ممكنة في هذا القطاع في حال تم التعاطي بجدية مع هذا الملف وشراء أسطول بري جديد بعيد عن الصفقات ،"ذلك لأن الحافلات الحالية مصممة للسير في المناطق الباردة ، لذلك ترونها معطلة طيلة الوقت،ناهيك عن عدم وجود قطع غيار لها. "

أما السيد وسام مطوط مدير قسم الدراسات والكمبيوتر في " شركة المواصلات اللبنانية " فأشار أيضا الى وجود خط كان يعمل على خط الفنار غير أنه تم  " الطلب منا عدم المرور على هذه الطريق لأن الحافلات تسبب التلوث وعجقة السير في محيط الجامعة ، وهو عذر غير مقنع،كما تعرضت الشركة لكثير من الضغوط من هنا وهناك ساهمت في إيقاف الخط لأننا في النهاية في خدمة الناس. وعندما تنتفي الحاجة تنتهي الخدمة وتم الإيحاء لنا بأن المشكلة تمت معالجتها بواسطة شركات أخرى.

الى  متى يبقى الطالب عرضة للعذاب وحقوقه ضائعة دائما بين أخذ ورد والحلول تبقى بعيدة المنال، وكأن الدولة أوجدت فروعا للجامعة اللبنانية ، خصوصا الفروع الثانية،ووضعتها في مناطق بعيدة عن خطوط المواصلات لهدف أو لآخر. إن الطلاب ، كما خرجنا بإنطباع عنهم، يجدون أن الدولة غائبة عن معالجة مشاكلهم ، علما أنهم المستقبل وأمله ، غير أنهم يفكرون وحتى قبل تخرجهم بالسفر والهرب من هذا البلد الذي يعجز عن حل مشكلة صغيرة مثل النقل المشترك فكيف بالمشاكل الأكبر ؟

إنها آراء الطلاب ننقلها بكل صدق وأمانة ونتمنى أن تبقى الجامعة علما ونورا للطلاب وألا تتحول قهرا ويأسا مطبقا على أنفاسهم .