Monday, April 15, 2013

فان المحبة يجوب شوارع بيروت ويطعم الفقراء


"فان المحبة"يجوب شوارع بيروت ويؤمن وجبة ساخنة للفقراء والمشردين


"بيت مريم"يحتضن المنحرقين والقاصرات والمعنفات جسديا


حي "الغيلان"الذي يوجد فيه تجمّع أبناء الكنيسة كان الأجدى تسميته "حي الغليان"لأنه يجمع قصصا إنسانية صعبة وبؤسا حيث تتكدس المعاناة وتكبر.والمؤسف أنه يوجد دائما كهل ما أو صبية قاصرة تدفع ثمن الغدر والفقر والتعنيف.واتخذ التجمع هذا الحي كمركز له بسبب كثرة الحالات الإنسانية التي يجب معالجتها.عندما تقترب من المركز تجد المشردين ينتظرون موعد الغداء ويبتسمون لأنهم يشعرون بأنهم غير متروكين لمهب الريح الذي يعصف بهذا البلد،بإعتبار أن الأمور الإنسانية هي آخر إهتمامات المسؤولين،والشعار الوحيد السائد حاليا هو"بالدم بالروح نفديك يا فلان ويا علتان..."والجرح الإجتماعي ينزف ولا أحد يقدم المعالجة،وخصوصا أن موازنة وزارة الشؤون الإجتماعية ضئيلة ولا تستطيع الإحاطة بكافة المشاكل الإنسانية الملحة.

تأسس"تجمع أبناء الكنيسة "في العام 1993في منطقة الدورة في بيروت،علما أنه كان في أوائل الثمانينات تجمعا غير رسمي أسسه الأخ نوروبعض المثقفين والمفكرين والمتطوعين.إهتم التجمع بالإنسان وحقوقه من خلال نشاطات فكرية وثقافية وطالب بنبذ العنف والعودة الى القيم الإنسانية والأخلاقية والإجتماعية،كما أسس عدة أقسام تهتم بالمشردين والفقراء مثل مطعم"أبناء مريم مشروع بيتنا،مركزالثياب،بيت مريم،فان المحبة،مركز الإصغاء".
إن تجمع أبناء الكنيسةهدفه الإنسان أينما وجد بدون تمييز بين الأديان لأن أعضاءه يتبعون كلمة السيد المسيح عندما قال:"كنت جائعا فأطعمتموني وعريانا فكسوتمونيومريضا فزرتموني."

مطعم"أبناء مريم"ثابت ومتنقل

يركز التجمع على هذا القسم لأنه كان نقطة البداية وتأسس في هذا الحي الفقيرمن منطقة النبعة لتسهيل وصول جميع الفقراء والمشردين اليه بدون عناء،يقدم المطعم أكثر من450 وجبة لحوالى 200 شخص وهي وجبات الطعام الرئيسية من فطور وغداء وعشاء.تحضر الوجبات سيدات يعملن منذ الثامنة صباحا لتأمين الكمية اللازمة،وخاصة أن عليهم تأمين أكثر من 300سندويش صباحا وطنجرتين كبيرتين من الطعام ظهرا ومساءإضافة الى الوجبات التي يؤمنها "الفان"الى الأحياء الفقيرة.والمطعم الجوال زبائنه من المشردين الذين ينامون تحت الجسور ويفترشون الطرقات.وينطلق "الفان"يوميا عند الثامنة مساءمن حي النبعة ويقوم بجولته اليومية التي تشمل منطقة جسر الدورة وأحياء بيروت ،والمحطات كثيرة وتشمل:كنيسة السيدة في سن الفيل،جسر المدينة الصناعية،جسر مار ضومط في حي النبعة،مقطع السكة في برج حمود،البدوي،الدورة،جسر نهر الموت،جل الديب.
والجولة تطول مع تزايد عدد المعوزين والمشردين وغالبا ما لا تنتهي قبل الواحدة فجرا،ويتم تقديم الطعام مجانا لكل محتاج فبمجرد وجوده في مكان توزيع الطعام يحصل على حصته مجانا.

مشروع "بيتنا":طمأنينة للكهول

في الجهة المقابلة لمركز التجمع يلفتك منظر الغسيل الناصع البياض،وهو غسيل سعدىالتي أصبحت مشهورة في الحي لبياض غسيلها،وهو ربما تعويض عن السواد والمآسي التي تعرضت لها في حياتها بعدما تخلصت منها إبنتها بالتبي ورمت بها خارج منزلها!واللائحة طويلة وهناك أكثر من حالة لكهلة تخلى عنهم أولادهم ورموهم في الشارع.

بؤس وعنف جسدي وجنسي

البؤس له أشكاله وألوانه في هذه الأحياءالفقيرة والمشاكل الإجتماعية كبيرة.يساهم التجمع،وبالأخص "بيت مريم"بإيواء الفتيات المعنفات جسديا وجنسيا والمنحرفات الى الشذوذ وهو سهل الإنتشار في أجواء الجهل. وغالبا ما تدفع القاصرات الثمن غاليا من براءتهن وأملهن في الحياةفتأتي الصفعة قوية فيترنحن تحت وطأتها.
"بيت مريم"مركز مقفل لا يمكن الدخول اليه وتصوير الفتيات حفاظا على مشاعرهن،ويشرف عليهن مجموعة من الأخصائيين النفسيين والإجتماعيين لإعادة التوازن النفسي لهن.تعيش الفتيات في المركز لمدة سنتين ويتم إرسالهن الى المدرسة وبعدها يكتسبن المهارات الفنية والعملية ليتمكنّ من مواجهة أعباء الحياة. أن النيابة العامة هي من يحول تلك الفتيات الى هذا المركز ولقد إتخذ قرار فتح هذا المركز بالتعاون مع راهبات"الراعي الصالح"أما المساعدات المالية فإنها تأتي من أفراد مفضلين ومؤسسات .ويؤمن المركز الثياب وهي هبة من أشخاص لم يعودوا بحاجة إليها فيتم تنظيفها وتعقيمها وتوزع على المحتاجين،كما يؤمن المركز الحفاضات للمسنين والأطفال.
الإصغاء الى هذه المشاكل يثير المشاعر الإنسانية وخصوصا عندما تلاحظ أن معظم الذين طالتهم هذه المآسي هم من المسنين الذين لا حول ولا قوة لهم.ومن الضروري الإسراع يإيجاد خطط لضمان الشيخوخة والتأمين الصحي للحفاظ على الحد الدنى من كرامة الإنسان.