Monday, May 7, 2012




حكي نشاز!

                                                                                                                       سيمون بو عون

الأيام والساعات والدقائق تتقدم وتجعلك تتذكر بأنك نكرة في عرف الزعماء والرؤساء والقيمين و"الوطنيين"الذين يدعون بأنهم يرعون المصالح الوطنية والشعبية.

هؤلاء "الرعاة "يهتمون أحيانا بالكوارث الإجتماعية اللبنانية ويذهبون الى الدول الخارجية يطلبون المساعدة لشعبهم الذي يموت ويرزح تحت وطأة الغلاء والإهمال على كافة الأصعدة،وعندما تتجاوب تلك الدول مع توسلاتهم يخرجون والإبتسامة تعلو ثغرهم ،أما المساعدات "فلا مين شاف ولا مين دري"وإذا تم صرفها فبطريقة ذكية لتمويه أعمال السرقة والنهب...

وسياسيو هذا البلد خبراء في كل أساليب الـتأثير على الشعب من خلال إلقاء الخطابات وأبيات الشعر الجاهلي ويتأنون في إختيار العبارات الأكثر بلاغة والتي تذكرنا بالمدعو"سيبويه".

وكثرة الشواذ إرتفع معدله وخاصة بعد تفاقم المشاكل الإقتصادية وتردي الوضع المعيشي لدى المواطن الذي تحول الى إنسان مذلول ومقهور يستعطي المساعدات التي يرميها له فلان ،وذلك مرهون بتسقيط إسمه في الإنتخابات لتأمين إستمراريته في المجلس النيابي.

إن السكوت أصبح جريمة مميتة. وفي الأمس وفي إحدى المجالس ،تم طرح فكرة الثورة الإجتماعية على كافة الشواذات في المؤسسات التي تدعي حمايتها للمواطن "المعتر"وتحمس الجميع وثاروا واحتدوا لكنهم همدوا في آخر المطاف ولاحظوا أن أولئك الذين يدعون للثورة يطمعون في الوصول الى مراكز سياسية ،وأن سلطتهم ورثوها عن آبائهم أو أجدادهم،وكل من يتجرأويتلفظ بكلمة: دكتاتورية ، إقطاعية، عشائرية،يتلقى موجات من الملاحظات ليس من قبل السلطات الرسمية إنما من المحيطين به الذين يخافون عليه من ترتبات هذه الآراء...

ندعو كافة الذين طفح الكيل معهم من شعب مكون من أمهات وفلاحين وطلاب وكل فرد يشعر أنه لم "يتدجن" بعد الى قلب الطاولة والصراخ عاليا والتظاهر ومطالبة كافة المسؤولين بتأمين الحد الأدنى من العيش الكريم للمواطن اللبناني ، ففي بلد تتوقف فيه المستشفيات عن إستقبال مرضى الضمان الإجتماعي، وهي المؤسسة الصحية الوحيدة لكافة الموظفين في لبنان ،تستقيل الحكومة لأنها فشلت في تأمين أدنى متطلبات المواطن ألا وهي الصحة ،نجدهم لا يعبأون والناس لا تتحرك وتبقى الحكومة. تحول اللبنانيون الى  شعب يعمل كالآلة لتأمين لقمة العيش ودفع فواتيره المزدوجة وراتبه الذي "يطير" بعد عشرة أيام بين غلاء المواد الغذائية وسعر الوقود الذي يرتفع من أسبوع الى آخر بالرغم من إنخفاض سعر برميل النفط عالميا.

يبدو أن شعبنا أصبح مخدرا لأنه يسامح هفوات المسؤولين ويعيد إنتخابهم من جديد ويمنحهم فرصة ثانية ولكن النتائج غالبا ما لا تتبدل وما أن يصل النائب الى الحكم حتى ينسى كافة الوعود المغدقة على ناخبيه!

1 comment: