فنجان قهوة مرة!
أقتربت نحوي تحمل صينية القهوة وسمعت صوتا
يقول لي : "كيف تحبين القهوة؟" وأجبت بدون تركيز "بدون سكر"
ومددت يدي لآخذ الفنجان فرأيت أنامل صغيرة
وصغيرة جدا ،صعقت ونظرت الى حاملة الصينية فرأيت طفلة لا تتجاوز الثالثة عشرة من
عمرها،وأصبت بدهشة عارمة جعلتني أنسى موضوع المقابلة التي كنت أقوم بها وخاصة
وأنني كنت في حضور شخص شغل عدة مناصب تربوية وناضل في سبيل التعليم والتثقيف ولست
أدري أيضا ما هي المناصب التي شغلها ولكنها كلها تتناقض مع ما رأيت في
منزله!والأقسى من كل ذلك أنه ما أن دخلت الخادمة الطفلة الى المطبخ حتى انهالت
عليها ربة المنزل بالضرب...ضبطت نفسي الى أقصى الحدود وتفاديت التدخل في شؤون هذا
المنزل.وبعدما قامت بواجبها التأديبي عادت ربة المنزل الى الصالون حيث كان زوارها
من نساء الطبقة الراقية...وبدأن كل واحدة منهن بإبداء رأيها بما جرى مع مشاركة
كافة النساء بتجاربهن مع الخدم وتمنيت لو لم أسمع شيئا!نساء قلوبهن قاسية كالحجر
يتعاملن مع الخدم كما لو كانوا عبيدا لهن حتى ذهب بهن البعض الى القول
"إشتريت الخادمة ب 300 دولار!"
أطفال صغار أما مستقبلهم العلمي فمجهول |
في الواقع أصبحت مقابلتي مبتورة لأنني رأيت
تشويها لكافة النظم والعقائد التربوية التي يناضل من أجلها محدثي ،هذا الذي يناهض
عمالة الأطفال يستخدم طفلة، لأن أهلها من الجهلة كما قال ،بدل من وضعها في مدرسة
تقيها الجهل والعوز!
أن عمالة الأطفال ،وبالأخص الأطفال المتسولين ،منتشرة في كافة البلدان أما
في لبنان فهي واضحة حيث تراهم يلتصقون على شباك سيارتك لبيعك علكة أو لمسح الزجاج
وكل هذه المناظر تتم على مرأى من أعين المسؤولين وغالبا ما تكون التدابير المتخذة
هزيلة.
No comments:
Post a Comment