Thursday, October 11, 2012

الأمية في عكارتطال النساء فوق سن الأربعين


حقوق أبنائها ضاعت بين حماوة نهر البارد وبرودة الطقس

 

حرار :الأمية تنتشر بين النساء وقطاع الإستشفاء ينازع

التنمية المحلية غائبة والدراسات تنتظر الممولين من القطاعين العام والخاص

                                                سيمون بو عون

 

تعاني جرود لبنان الحرمان والفقر ،ومهما قيل تظل المشاهدة مفجعة أمام المآسي التي يتخبط بها سكان هذه المناطق والتي نالت من البشر والحجر على حد سواء.منطقة حرار الشمالية تقع ضمن هذه الخانة من المناطق المهمشة،وصبر السكان وطيبتهم ووداعتهم تجعلهم يتحملون واقعهم الأليم الذي يأبون بكل كبر التحدث عنه،فالسكان لم يتبق لديهم سوى كرامتهم يتغنون بها،ويحاولون عبرها إخفاء معاناتهم الإجتماعية والإقتصادية بكل ما أوتوا من قوة في محاولة منهم لرفض الواقع المرير.

                             

تصل الى جرود حرار عبر طريق طرابلس والعبدة وببنين وبرقايل صعودا ،وهي تبعد عن بيروت 123كلم يراوح إرتفاعها عن سطح البحر من 700 متر الى 1150مترا بسبب وقوعها على منحدر طبيعي.يتوسط البلدة جبل الضهر المطل على معظم أراضيها وسهل عكار وصولا الى طرابلس والمنطقة السهلية والساحل السوري. يحدها من الجنوب وادي جهنم السحيق الذي حفرته مياه نهر مربين ونهر مشمش،والنهران يلتقيان في حرار ويكونان نهر البارد.الطبيعة منوعة ،وأينما توجهت ترى أشجار السنديان المعمرة والموجودة في أماكن محددة هي مقامات أولياء وأبرزها: مقام الشيخ محمد، الشيخ عثمان،الكحلة، الشيخ علوان أو مقبرة الضيعة. وتعود تسمية حرار الى السريانية وتعني الأرض المحروقة نسبة الى وجود التربة البركانية السوداء ، لكن بعض معمري البلدة يقولون أن التسمية لها صلة بتحرر البلدة من الغزاة.

العائلة أساس المجتمع

تشكل العائلة نواة أساسية لسكان حرار،ويتراوح عدد أفراد الأسرة بين 5 الى 11 شخصا في المنزل الواحد، والإزدحام يشكل مشكلة حقيقية في توزيع الأطفال على الغرف،حيث يتقاسم كل غرفة أكثر من أربعة أطفال. وأمام الصعوبات الإقتصادية والتي ترتد سلبا على أوضاع الأهالي المادية فإنهم لا يجدون الحلول لها إلا بزيادة عدد الأطفال، ولا ندري إذا كانت بهدف تحفيز المردود المالي للعائلة أولأسباب أخرى.وتبتسم بعض النساء خفرا لدى التحدث عن ضرورة تنظيم الإنجاب لتفادي تفاقم الأزمة الإقتصادية،بحيث يتوزع المردود المادي على عدد أقل من الأولاد وبالتالي ينالون إهتماما أفضل من ناحية التعليم والطبابة والترفيه.

نهر البارد والبطالة

يشكو سكان جرود حرار من فقدان فرص العمل ، وينزح عدد لا بأس به من الأهالي الى طرابلس بهدف التعلم أو العمل المتخصص، ويهاجر عدد منهم الى الخارج مثل أستراليا وألمانيا وفرنسا ودول الخليج. وأشارت السيدة هناء الى أن زوجها فقد عمله بسبب قرب مكان عمله من نهر البارد والوضع الإقتصادي يتردى يوما بعد يوم ، وهي تحاول قدر المستطاع مساعدة زوجها في زيادة مدخوله عبر المشاركة في المشاريع الإنمائية التي تنفذها بعض الجمعيات والمؤسسات.وتعتبر هناء أن الموظف يملك فرصا أفضل في إيجاد عمل بالمقارنة مع العمال المياومين الذين يتأثر دخلهم بالحالة الأمنية ،فاليد العاملة شبه مشلولة بسبب الإشتباكات في نهر البارد ،وتأثرت من جرائها حركة البناء والمهن الحرة.

السيدة هزيم علقت أن الموظفين المنخرطين في الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي وأساتذ المدارس هم أصحاب مدخول ثابت أما الآخرون فيعانون الأمرين، وأشارت الى أن زوجها يعمل في قطاع الألمنيوم ، الا أن معظم الناس أوقفوا أعمالهم في إنتظار هدوء المعارك في نهر البارد، أضف الى أن زوجها يعاني مرضا مزمنا ولديهم ستة أطفال والدخل قليل لإعالتهم.وطالبت السيدة هزيم الدولة والجمعيات الوطنية والعالمية ،وخصوصا تلك التابعة لمنظمة الأمم المتحدة ،بإنشاء مشاغل تطريز وخياطة ورسم لإيجاد فرص عمل للمرأة لمساعدة الرجال في زيادة المدخول المادي للعائلة.

أم علي أصرت على تقديم حليب بقر طازج لنا ،وأشارت الى أنها تساعد زوجها في زيادة المردود المادي عبر بيع منتجات الحليب من لبن وقريشة وشنكليش والذي تشتهر جرود حرار بتصنيعه.

البيئة والزراعات البديلة

رغم وجود الأنهر في البلدة تعاني حرار أزمة مياه خانقة. وفي ظل غياب التحرك الرسمي قامت مؤسسة "اليونيسف"بتقديم الدعم المادي لمشروع جر قسطل مياه من مياه"البرغش"عبر وادي جهنم ، لكن المشكلة لم تحل بشكل جذري ولا يزال الأهالي يعانون شحا في المياه.والبيئة غير محصنة في حرار حيث يقوم الأهالي بقطع الأشجار لأغراض التدفئة أوالتصنيع.تجدر الإشارة الى وجود أشجار نادرة في حرار مثل الأرز والشوح واللزاب النادر. أما المياه المبتذلة فهي تصب مكشوفة في الأرض،في ظل غياب لشبكة المجارير والتي تبقى معطلة طيلة السنة.كما يتم حرق النفايات فتلوث الجو والأرض معا.أضف الى أصابة أشجار الصنوبر ببعض الأمراض التي تؤثر على نموها.ويشير السيد هزيم، وهو عضو في لجنة متدربي حرار في برنامج اللجان المحلية في عكار ،الى وجود دراسات تتعلق بإيجاد مركز لفرز النفايات والصرف الصحي والزراعات البديلة ، وهي تنتظر الممولين للبدء بتنفيذها. وأوضح السيد هزيم أنه تم زراعة أكثر ممن عشرة آلاف غرسة تفاح إلا أنها لم تنجح بسبب شح المياه التي تتدفق من منطقة فنيدق والتي لا تكفي لري الأشجارلذلك يتم الإتجاه نحو الزراعات البعلية مثل الزيتون واللوزيات والكيوي وطالب الجمعيات بإستحداث حقول للتجارب لكي ترشد سكان القرية الى الزراعات البديلة المربحة مثل زراعة الفستق الحلبي والجوز... .

قطاع الإستشفاء

المرض ممنوع في حرار بسبب غياب المؤسسات الإستشفائية وكذلك الأطباء ،حيث يوجد طبيب وحيد في المنطقة.وأقرب مركز طبي يتطلب العناية الإلهية لوصول المريض سالما إليه!ويبدو أن الأطفال لا يتم تلقيحهم بشكل منتظم مما سبب وجود إعاقات جسدية لديهم مثل شلل الأطفال والتخلف العقلي والصمم والبكم(87 حالة)،أما المركز الطبي الوحيد فينحصر في مستوصف خاص صغيرلا يفي بإحتياجات سكان المنطقة، والمطلوب إلقاء الضوء على المشاكل الصحية التي يعاني منها الأهالي ومعالجتها بالأساليب الحديثة.

المرأة والأمية

المرأة في حرار لم تأخذ حصتها من التعليم،خصوصا في الفئة العمرية التي ترتفع عن 45عاما حيث تصل نسبة الأمية الى 60% علما أن هذه النسبة هي 7% لدى النساء دون ال 45سنةو2% لدى اللواتي هن دون 21 عاما.وترد النساء هذه المشكلة الى أن الأهل يفضلون تعليم الشباب على أن تنصرف الفتيات الى الأعمال المنزليةولاحقا الزواج والإنجاب.لكن اللواتي التقينا بهن لسن راضيات عن وضعهن وحاولن تغيير هذا الواقع عبر الألتحاق بدورات لمحو الأمية التي تنظمها بعض المؤسسات الخاصة.لكن الفترة لم تكن كافية لمساعدتهن على الكتابة والقراءة وتتطلب مجهودا جبارا منهن ،وخصوصا في ظل الهم المعيشي الذي يقلق العائلات.وتقدر نسبة الأمية ب 10%من إجمالي السكان تتركز معظمها بين النساء،علما أن الأمهات يحاولن جاهدا تعليم بناتهن،وبالتالي أصبحت المرأة مدركة لضرورة تعليم تعليم أطفالها الذكور والإناث معا لحمايتهم من غدر الزمن.

 (تحقيق نشر في جريدة النهار في 15آب 2007)

Friday, September 21, 2012

القطاع المصرفي في لبنان وتحديات الأزمة المالية العالمية

المصرف المركزي اللبناني فرض تدابير إحترازية جنبت التأثر بالأزمة العالمية
27 مليار دولار موجودات مصرف لبنان منعت الإنهيار المالي والإقتصادي
                                                       إعداد سيمون بو عون
أزمة إقتصادية و مالية وإئتمانية عالمية ضخمة أعادت الى الأذهان   أحداث الكساد الكبير الذي حصل في العام 1929، واستمرت مفاعيله السلبية حتى العام 1933 جرى خلالها تغيير عدة أنظم سياسية وإقتصادية لدرء خطر الوقوع مرة ثانية في أزمات مشابهة . الأزمة المالية ضربت الأسواق العالمية والعربية بنسب متفاوتة ، والملفت أن لبنان لم يتأثر كثيرا  بسبب التدابير الإحترازية التي إعتمدها مصرف لبنان منذ أكثر من عشر سنوات وهدفها لا بل هاجسها الأوحد تأمين الإستقرار النقدي ومصداقية لبنان الإئتمانية الأمر الذي حال دون تأثر لبنان بالإنهيار المالي والإقتصادي الذي ضرب العالم أجمع .
تدل كافة المؤشرات الإقتصادية العالمية على الركود الأمر الذي إرتد سلبا على الأسهم والبورصات والتي تتدهور يوما بعد يوم ، وإرتفعت بعض الأصوات الداعية الى إعتماد نظام مصرفي جديد للقرن الواحد والعشرين . لبنان في خضم هذه العاصفة الهوجاء يكاد يكون  من الدول القلائل التي لم تتأثر بالأزمة المالية وذلك حسب تأكيدات الخبراء الماليين وتصريحات حاكم مصرف لبنان د. رياض سلامة المشجعة للإستثمار وإقامة المشاريع الإنمائية . ما هي الأسباب التي أدت الى إكتساب هذه المناعة ؟ وهل  يمكن إستمرارها الى أمد بعيد ؟
مناعة لبنان
يشدد حاكم  مصرف لبنان الدكتور رياض سلامةخلال أحاديثه على مناعة لبنان وقطاعه المصرفي حيال الأزمة المالية العالمية ، ويطمئن المودعين والمستثمرين بعدم وجود أية نتائج سلبية على الإستقرار التسليفي نتيجة سلسلة من التدابير التي إتخذها مصرف لبنان خلال السنوات الماضية وكان هدفها تحسين رسملة المصارف وترشيد عملها وإبعاد القطاع عن الممارسات التي كادت تطيح بالنظام المصرفي العالمي ، حيث أرغمت الحكومات  والمصارف المركزية على ضخَ أكثر من 3 تريليونات دولار لتعويم القطاع المصرفي.
أما لبنان فاستطاع تجنب الوقوع في الأزمة العالمية نتيجة التدابير الإحترازية التي فرضها مصرف لبنان لتعزيز القطاع المصرفي . كما أن حرية السوق وإحترام قواعده لا يتناقضان مع وضع أسس تنظيمية وقائية، لذلك أصدر مصرف لبنان خلال السنوات الخمس عشرة  الأخيرة مئات التعاميم التي حافظت على  القطاع ماليا وخاضت المخاطر لديه . هذا الأمر لم نشهده لدى الدول المتطورة التي تركز همها الوحيد على تطبيق مبادىء بازل 1 و2 وعلى حماية مصارفها من الأزمات المتوقعة في الدول النامية ، إنما النكبة أتت من الداخل .
إن شبه إنهيار النظام المالي العالمي كان أحد أسبابه المستوى المحدد الذي ترجم في الإسترسال في التسليف لشراء أصول مالية وعقارية ، ثم تسنيد هذه التسليفات وربطها بمشتقات مالية وإعادة التسليف عليها وبيعها في الأسواق. وتشمل أبرز هذه المشتقات الرهن العقاري وإن ما شجع في نجاح هذه المشتقات هو نسب الفائدة المرتفعة عليها مقارنة بفوائد منخفضة في العمل المصرفي التقليدي إن هذا الأمر تم تجنبه في لبنان منذ سنوات من خلال تنظيم التعامل مع المشتقات المالية وإخضاعها لترخيص من المجلس المركزي لمصرف لبنان وعدم السماح بدخول الرهن العقاري القطاع المصرفي في لبنان .وتم حظر المصارف من إصدار ضمانات على هذه المشتقات في مقابل أموالها الخاصة ، وتم تطبيق سياسة فوائد واقعية تمنع البحث عن مردود مرتفع يحمل المزيد من المخاطر ، بالإضافة الى ضبط السيولة من خلال  أدوات  أصدرها البنك المركزي كشهادات الإيداع عبر فرض الإحتياطي الإلزامي على كل الودائع وبكل العملات . ومن أسباب الأزمة إفلاس المصارف ومنها الكبيرة وهذا ما يرفضه دائما لبنان وسارع الى تطبيق إصلاحات مصرفية بين العام 1997 و2004 كان من نتائجه خروج أكثر من 30 مصرفا من السوق من دون أية  خسارة للمودعين أو المصارف المراسلة . وتم إستعمال الصلاحيات الممنوحة لمصرف لبنان في قانون إندماج المصارف وإرساء هندسة مالية مولت كلفة هذا الإصلاح من دون أن تتحمل الدولة اللبنانية أو المصرف المركزي أو مؤسسة ضمان الودائع أي خسائر ومن دون أن يتأتى عن هذه الهندسة أي تضخم . كما أن الإستقرار والصمود اللذان يشهدهما القطاع المصرفي يرتد على النمو في قاعدة الودائع والذي يتوقع وصولها الى حدود 12 % في الودائع و10 % في الأرباح .كما هناك إستقرار في الفوائد اليومية بين المصارف والتي هي بحدود 3 في المئة ، والى الطلب المرتفع على شراء سندات الخزينة بالليرة اللبنانية مع الإشارة الى أن الفوائد على هذه السندات بقيت مستقرة وهي تتراوح بين 6 و 9.5 في المئة تبعا للآجال من 3 أشهر الى 3سنوات. إ ن هذا الإستقرار إنسحب بالفوائد على سندات الدولة بالعملة الأجنبية ، واستقر التأمين على مخاطر التسليف الإئتماني اللبناني على نسبة تتراوح بين 4.5 في المئة و6 في المئة من بداية السنة الجارية حتى اليوم . كما أن الموجودات بالعملات الأجنبية وصلت الى رقم قياسي شارف 18 مليار دولار نتيجة تراجع الدولرة وتسجيل ميزان مدفوعات إيجابي يقارب الملياري دولار وهذا حسب تطمينات حاكم مصرف لبنان .
السرية المصرفية
لقد وضعت الحكومة اللبنانية والمصرف المركزي مجموعة من الإستراتيجيات ساهمت في تسهيل القروض غير المكلفة وفي تعزيز الإستثمارات في القطاعات الإنتاجية والتكنولوجية ، وتم إطلاق مبادرات أخرى ساعدت في تحسين عدة قطاعات في لبنان ومن ضمنها القطاع المصرفي . ولبنان ملزم بمكافحة تبييض الأموال ويحافظ في الوقت عينه على السرية المصرفية ، ووفق هذه المبادىء أيدت الوكالات الدولية ومجموعة العمل المالي لمكافحة تبييض الأموال قانون مكافحة تبييض الأموال النافذ في لبنان . وتستمر الجهود للتقيد بالمعايير المطلوبة لتحسين إندماج لبنان في الإقتصاد العالمي .و لبنان عضو في مسار كمبرلي
إعتمد لبنان ومنذ إنشائه إقتصاد السوق وروح المبادرة الحرة وحرية التعامل بأية عملة كانت ، كما أنه إحترم على الدوام حرية التحويل وإنتقال الرساميل والملكية الخاصة ، وتلك المبادىء تحظى بتأييد جميع الفرقاء . ويعتمد مصرف لبنان حاليا ومستقبلا سياسات مؤاتية للسوق تضم إستقرار الأسعار دون اللجوء الى تدابير إدارية .من جهة اخرى يُعتبر لبنان من أكثر البلدان التي تملك سيولة مرتفعة كما يتم تطبيق سياسة تسليفية محددة بحيث لا يجب الوصول الى كامل الميزانية ، لذا تمت مراقبة عمليات الإستدانة ، أضف الى أن القانون اللبناني منح المصرف المركزي إستقلالية خاصة لضبط الإستدانة ، من هنا فإن الثقة تزداد بالنظام المصرفي اللبناني وتتظهر من خلال إرتفاع ميزانية المصرف المركزي التي تناهز 18 مليار دولار . وتؤكد المعطيات الى أن هذه التطمينات ليست من باب التبجيل إنما تستند الى الحقائق، وتدل كافة المعطيات الى أن السياسة التي إتبعها مصرف لبنان بالإضافة الى الرقابة الموجودة نجحت في تحييد لبنان عن الأزمة العالمية ولم يتم تفليس أي مصرف بفضل التشدد على مبادىء الإستدانة ومنع شراء الرهانات العقارية والطلب من المصارف ضرورة تأمين الإحتياطي من السيولة بشكل كاف .
إن تحفيز القطاعات الإنتاجية هو جزء من مكافحة تراجع النشاط الإقتصادي في لبنان .ويعتمد مصرف لبنان سياسة تحفيز تنمية القطاعات الإنتاجية حفاظا على نسب نمو مرتفعة.
والسؤال الذي يطرح نفسه هو كيف همدت الضجة بعد إنهيار المصارف التي تعاطت الرهون العقارية العالمية وفجأة أخذت المصارف بالتساقط تباعا متكبدة خسائر ضخمة!

إن الأزمة المالية الراهنة التي أصابت العالم بالغة الخطورة وأثرت بشكل أو بآخر على حياة الناس وأعمالهم وأحلامهم. إزاء هذه المعطيات من الضروري خلق قواعد إقتصادية إنمائية تؤمن العمل والإنتاجية والنمو.
إن الأزمات المالية السابقة أدت الى تأسيس صندوق النقد الدولي بناء على إتفاق بريتون وودز الذي حدد أسس التعاون الإقتصادي الدولي من أجل تجنب تكرار الركود الكبير الذي بدأ عام 1929 وهدفه ضمان إستقرار النظام المالي العالمي وتقديم النصح لأعضائه البالغ عددهم 184 دولة وتقديم المساعدات المالية عندما تدعو الحاجة . اليوم كيف يمكن لهذا الصندوق تأمين المساعدات حيث أنه وعلى الرغم من التدخلات بضخ السيولة الى الأسواق لإمتصاص الأزمة لا تزال المشكلة تراوح مكانها .




  

Thursday, September 6, 2012

المقالة التي رفضت نشرها بلدية عين سعادة في مجلتها


بلا ضغينة


أثار العدد الأول من نشرة عين سعادة العديد من التعليقات والتي تراوحت بين المؤيد والمعارض وهو شيىء مرحب به في الإعلام ورد فعل صحي ،فمن يعمل يتلقى دائما الإنتقادات ونحن لسنا بمصاف الكمال ،فيوم نخطىء نعترف ونصحح ولا نقف مكتوفي الأيدي ،غير أن الأصداء كانت جد إيجابية ولقد لاقت ترحيبا لدى الأهالي ، ولم تخل من بعض الآراء التي رأت ضرورة إلقاء الضوء على هذه المعلومة أو تلك..

عندما دعينا الى إجتماع للتشاور حول إمكانية إصدار نشرة تغطي أخبار عين سعادة ،كان الإتجاه الأول إلقاء الضوء على  كافة النشاطات التي تقوم بها البلدية والجمعيات الأهلية والرعوية ولم يرد في بال أي واحد من المجتمعين تغييب خبر أو تهميش جمعية أو مؤسسة ...

وبدأ العمل وتم الإستعانة بمتخصصين في الإعلام بغية تقديم نشرة لائقة تستجيب لمبادىء الإعلام المكتوب وتفادي التبجيل،والإبتعاد عن المديح ،إنما سوف نصفق لكل نجاح ونشد على أيدي الساعين الى إحداث تغيير إيجابي في إي قطاع كان ،فعين سعادة تفتخر بأبنائها وسكانها .

إعتمدنا الشفافية وعندما وجدنا أن بعض المعلومات قد تشكل حساسية معينة  الأطراف تم عرضها على المجلس البلدي ونوقشت النقاط وصححت .أما الجدل حول تاريخ تأسيس البلدية ،حيث يرغب كل واحد -وهو شيىء جيد- أن يكون له فضل في فصلها عن بلدية بيت مري ، فالحقيقة أن رغبة أهالي عين سعادة في فصل عين سعادة عن بلدية بيت مري تعود الى العام 1913  حيث قيل أنه عندما تم تعيين السيد خليل السمراني كمختارللبلدة في ذاك العام ، دعا الى إجتماع في منزله للمطالبة بفصل بلدة عين سعادة عن بلدية بيت مري إلا أنه تم معارضة هذا المشروع من قبل بعض الفعاليات السياسية والروحية لسبب أو لآخر، ولا نعتقد أن أحدا منهم لا يزال على قيد الحياة لكي ينتقد ويثور إنما سيباركون من حيث هم هذه الخطوة مهما تكن الجهة التي حققت هذا المطلب !

أما الأموال التي هي  في ذمة بلدية بيت مري فالحقيقة أن  المجلس البلدي في بيت مري لم يعترض على أحقية هذا المطلب وهو ليس بمنة ،إنما هي أموال تم تحديدها في تقرير صادر عن  ديوان المحاسبة وتم الإتفاق بكل مودة على آلية  صرفها الى بلدية عين سعادة .

إن نشرة "عين سعادة"موجهة للجميع ولا تغيّب أحدا ،إنما لن نقع في مطب التيارات السياسية .فكثير من أهالي عين سعادة لاينتمون الى أحزاب سياسسة ،إن إهتمامنا الأول والأخير هو إنماء البلدة والتطلع الى مستقبل أفضل.

فضعوا أيديكم بأيدينا والى العمل... 

                                                                                    سيمون بو عون

هذه المقالة لم تنشر في نشرة عين سعادة لأن  بإعتبار أن المقالات المنشورة لا تطال سوى النشاط البلدي فقط علما وفي كافة النشرات البلدية يستطيع كل شخص من سكان المنطقة التعبير عن رأيه ,وبالحقيقة لم نجد أي شيْ يتعارض مع مصلحة البلدة حتى يتم رفضه!

Tuesday, August 28, 2012

الخميني والتيارات السياسية التي ساهمت في تبديل الحكم الإيراني


الخميني وصوله الى الحكم والأطراف الدولية الني ساعدته

 الحكم الإيراني من مدني متأثر بالغرب الى ديني يسيطرعليه آية الله


                                              إعداد:سيمون بو عون



إن قدوم الخميني الى الحكم في إيران لم يتم بين ليلة وضحاها،بل سبق مجيئه سلسلة من التحضيرات الواسعة والتطورات الجذرية سهلت إعتلاءه السلطة.ففي الوقت الذي كانت فيه إيران تسلك طريق التطور والنجاح السياسي والإعتماد على الدول الأجنبية (هذا كان السبب البديهي لمحاربة الشاه بعد إتساع الفجوة بين الطبقة الغنية وتلك الفقيرة) ،كانت هناك تحركات سياسية مناهضة للشاه لتنحيته عن الحكم .ولقد تميزت إيران في فترة الحكم البهلوي بتأثرالشاه رضا بهلوي بمبادىء مصطفى كمال أو أتاتورك،وجرى الإبن على سنة أبيه في إتخاذ الغرب، ولاسيما مدنيته،قدوة له.لم يتقبل الشعب الإيراني الصورة الكمالية للإصلاح التي تأثر بها رضا شاه وابنه محمد بهلوي،فثاروا بقيادة رجال الدين على تقليد الغرب في شؤون الدولة وشعروا برغبة الحكم إعطاء المنطقة وجها أتاتوركيا معاديا للشرق وللتراث الإسلامي وحرضوا الجماهير على الحكم البهلوي المتأثر بنظرة مصطفى كمال.

التيارات السياسية

في فترة السبعينات برزت في إيران عدة تيارات سياسية:
-إتجاه وطني إسلامي يمثله الخميني
-إتجاه ماركسي إشتراكي يمثله الشيوعيون الماركسيون بفصائلهم المختلفة
-إتجاه وطني علماني يمثله الجيش
-إتجاه ليبرالي تقليدي يمثله الشاه محمد رضا بهلوي
ومما لا شك فيه أن الإتجاه الوطني الإسلامي كان الأقوى بين صفوف الإيرانيين الحريصين،رغم كل الضغوط،على تراثهم الشرقي الإسلامي.وعبثا حاول الحكم في إيران إقناع الشعب بأنهم يتحدرون من سلالات أوروبية وناطقون بلغة هندو-أوروبية وأنهم ذو أمجاد سابقة للإسلام.شكك الإيرانيون بهذه التوجهات وتم ربطها بالمصالح الغربية الطامعة بثروة إيران ولاسيما النفط،أما الغلاة من رجال الدين في إيران فكانوا ينظرون الى الطلائع الشيوعية الماركسية على أنها نوع  آخر من الغزو الفكري الأوروبي وأنها وجه آخر لقطعة النقد الواحدة.ولعل الشرارة التي فجرت الوضع مع الشاه هو ما ذكرته وكالة "نوفوستي"السوفياتيةحول قيام الشاه بإصلاحات زراعية أثار نقمة الطبقة المالكة الغنية فحرضت رجال الدين على الثورة.إن مشكلة الشاه كما قال بعض أنصاره هي الخط "الكمالي" القائم على "التغريب"مع شعب مسلم علمه التعامل مع الغرب الشك بإيجابياته فكيف بسلبياته؟

من هو آية الله الخميني؟



قال حسن الزين  في كتابه:"الثورة الإيرانية في أبعادها الفكرية والإجتماعية" أن الخميني "هو المحرك الكبير والفكر المنظم لهذه الثورة التي أفاقت في نفوس المؤمنين ،بناء لأعنف إنتفاضة عرفها تاريخ هذا الشرق ،في سبيل مجتمع مثالي العقيدة والفكر في إقامته أسس الحق والعدل والمساواة".

ولد الإمام الخميني في التاسع من نيسان العام 1900في قرية قريبة من أصفهان.تلخص هدفه في تحرير العالم الإسلامي المبني على تقدم شعب القرآن الكريم.دخل في معارضة شديدة ضد الشاه عندما كان جميع رجال الدين يلتزمون الصمت،وثار ضد الإصلاحات التي فرضها الرئيس الأميركي كينيدي واعتبرها إجراءات لإخضاع شعب إيران للنفوذ الغربي.أوقف العام 1963 من أجل قيادته "الثورة البيضاء"ضد الشاه.أثار هذا التصرف إحتجاجات كثيرة تحولت في ما بعد الى ثورة صاخبة ثم أخلي سبيله ولكنه أعيد الى السجن بعد بضعة أشهر على أثر ثورته ضد الحصانة القضائية التي منحت للمستشارين الأميركيين ونفي الى تركيا العام 1964ثم الى النجف عام 1978،غادر العراق الى فرنساوعاش في منطقة "نوفل لا شاتو"ومنها الى إيران حيث عاود نشاطه المناهض للسياسة البهلوية.

العلاقة الإسرائيلية-الإيرانية

لدى وصول الخميني الى الحكم صرح قائلا:"إن إسرائيل في حالة حرب مع المسلمين وقد بلغ النفوذ الإسرائيلي في بلدنا حدا لا يطاق حتى أن العسكريين الإسرائيليين يتخذون من أراضينا قواعدا لهم وأسواقا لبضائعهم".جدير بالذكر أن علاقة النظام الإيراني بإسرائيل إبان حكم الشاه كانت من أهم وأكبر العوامل التي أثارت النقمة لدى الشعب ،فقد أمكن لإسرائيل بواسطتها من تصدير قسم كبير من منتجاتها الصناعية الى آسيا وحتى الى بعض البلدان العربية عن طريق إيران بعد تغيير سماتها.وكانت إيران تؤمن حاجاتها من النفط بنسبة 90% من الإستهلاك الإسرائيلي.

ألوف الخبراء الإسرائيليين ساهموا في توجيه وتسيير الإقتصاد الإيراني وكان طبيعيا أن يؤدي ذلك الى إنعاش الإقتصاد الإسرائيلي ،حتى أنهم شاركوا في تنظيم الإدارة والجيش والشرطة في إيران.وكان أكثر من ثلاثة آلاف إسرائيلي يعمل في إيران، أما عدد اليهود فكان يتراوح بين 75 ألف يهودي سنة 1968،ولم تكن إسرائيل وحدها الموجودة بقوة في إيران فأميركا أيضا كانت تتوافق هي وإسرائيل على سياستها،ولقد دربا معا:أميركا بواسطة الإستخبارات الإميركية ،وإسرائيل بواسطة خبرائها ،رجال الإستخبارات الإيرانية"السافاك"خلال سنين عديدة،إبتدأت منذ الخمسينات وبإيعاز من الشاه.وعلى الرغم من قوة الجيش الإيراني فإنه لم يصمد أمام الثورة الخمينية التي بدأت العام 1971وانقسم الشعب الإيراني الى ثلاث فئات:
- فئة تؤيد النظام الشيوعي
- فئة تقليدية دينية تؤيد الإمام الخميني
- فئة من الجيش تؤيد نظام الشاه
أما الفئة التي تؤيد النظام الشيوعي فلقد كان لمجلة "express"تعليق خاص جاء فيه: " إن صادق قطب زادة الذي كان صلة الوصل في باريس بين الحزب الشيوعي الفرنسي وزميله الإيراني هو من المقربين من الإمام الخميني والناطق الرئيس بإسمه.هذه الأمور تجعلنا نحتار في هوية الخميني ، ولكن العالم الغربي وبالأخص الولايات المتحدة وحليفتها الدائمة إسرائيل لم يعد في مصلحتها إرتقاء قوة إيران مخافة أن تحل مكان إسرائيل فعمدتا معا الى زعزعة حكم الشاه.
أما أبعاد تأييد أسرائيل للثورة الإيرانية ودور الدعاية الصهيونية فواضح جدا."
ولقد كانت للخميني معتقدات واجتهادات كثيرة ضد الشاه:رفض الحضارة المسيحية ،والإيديولوجية الماركسية  والعودة الى السلف. أما مصلحة إسرائيل في دعم هذا التيار فهو المراهنة على تشويه صورة الإسلام في العالم وإظهار الدول الإسلامية بأنها إرهابية وتمارس العمل السياسي بصورة متخلفة.ولقد ساعدت إسرائيل الخميني بشكل ملحوظ، وسلحت القوات التابعة له ومولته، لأن فشل هذا التيار يعارض مصلحتها،إنما بعد أن كانت تسلح الخميني رأت إن سلاحها أصبح ضدها مع إمكانية وصول السلاح الى الطائفة الشيعية الموجودة بكثرة في جنوب لبنان.

العلاقة مع أميركا

مهما ثار الخميني على الولايات المتحدة وعلى إسرائيل وعلى مظاهر المدنية يبقى الوحيد المتأثر بهذه المظاهركلها، فتعامله مع هاتين الدولتين يتناقض مع عدد  من العقائد ، وعندما رفع الخميني شعار "لن يبقى خبير أميركي واحد في إيران" كان رواية يرويها على أصحاب العقول الصغيرة." ونذكر هنا حادثة رهن إيران لإثنين وخمسين أميركيا كانوا موجودين في إيران ، وبالرغم من المساعي المبذولة للإفراج عنهم إشترطت إيران إعتذارا علنيا من الولايات المتحدة على كل ما ألحقته بإيران من  إساءة وأضرار خلال ولاية الشاه .وفي 21 تشرين الأول 1980 فوجىء العالم بزيارة قام بها محمد علي رجائي رئيس الحكومة الإيرانية الى نيويورك ، والمبرر الذي أعطي لهذه الزيارة أن رجائي أراد الدفاع بنفسه عن موقف إيران من قضية الرهائن الأميركيين أمام مجلس الأمن ، والمعروف أن رئيس الحكومة الإيرانية من ألد أعداء أميركا،- أو هذا ما كان يقوله - ولم يقابل الرئيس الإميركي كارتر الا انه ام ينس أن يقول في مؤتمره الصحفي: " إنني واثق من أن الولايات المتحدة مستعدة للموافقة على الشروط الإربعة التي طرحها الخميني مبدئيا وهي :
- تعهد الولايات المتحدة بعدم التدخل في الشؤون الإيرانية الداخلية
- الإفراج عن الأرصدة الإيرانية المحتجزة في المصارف الأميركية ( أكثر من 8 مليار دولار)
- عدول الولايات المتحدة عن الملاحقات القانونية وعن كل ما لها من مطالب من إيران
- إعادة أموال الشاه السابق الى الحكومة الإيرانية
وكان الإمام الخميني قد ألغى شرط الإعتذار العلني عن الجرائم الأميركية،ولكن محمد رجائي بزيارته الى أميركا لم يقابل أحدا وكذلك أعضاء الوفد المرافق له...ومع ذلك إنفجرت قضية الرهائن  دون سابق إنذار مع إرتفاع موجة التفاؤل.وفي الوقت نفسه خرج الرئيس الأميركي جيمي كارتر عن الحياد الذي كان قد إلتزم به حيال المتحاربين،فأعلن أن العراق هو البادىء بغزو إيران...وقالت مصادر وزارة الخارجية الأميركية أن المعدات الحربية التي كانت إيران اشترتها قبل أزمة الرهائن ثم منع شحنها بعد الأزمة جاهزة في الصناديق فور الإفراج عن الرهائن.
كيف حدث هذا كله؟
الأوساط الرسمية الأميركية إعتصمت بالصمت ولكن ليس طويلا إذ صرحت في ما بعد الى أن إتصال رجائي بالسلطات الأميركية تم عبر طرف ثالث مقرب من أميركا .إعترض رجال الدين على فكرة إطلاق الرهائن الذي سيؤدي الى زعزعة الثقة بالنظام.غير أنه في حال عدم الإفراج عن الرهائن الأميركيين فإن إيران ستتأثر استراتيجيا وخاصة وأن الجيش العراقي قادر على سيطرته على منطقة عربستان بكاملها وإن لم يتم تزويد الجيش الإيراني بالسلاح ضاع كل شيء،وسارعت أميركا عبر إسرائيل بتسليم الخميني السلاح،وهكذا بدأ مشوار التسلح بين إسرائيل وإيران بإيعاز أميركي .

نظام الحكم
\
يعتمد نظام الحكم في الجمهورية الإسلامية الإيرانية على دستور 1979وهو تاريخ الإطاحة بآخر ملوك إيران الشاه محمد رضا بهلوي.تتشكل الدولة من المرشد الأعلى للثورة الإسلامية أو الولي الفقيه وهو يشرف على السياسات العامة للبلاد وكذلك قيادة الجيش والإستخبارات ،ويتم إنتخابه من قبل مجلس خبراء القيادة الذي ينتخبهم الشعب.ويحل في المرتبة الثانية رئيس الجمهورية المنتخب بواسطة الإقتراع الشعبي وذلك كل أربع سنوات على أن يمكن التجديد له مرة واحدة فقط.أما مجلس الشورى الإيراني فيمثل كافة طوائف الشعب من :أذربيين،عرب،فرس،أرمن،يهود.

الصراع الإيراني -الإسرائيلي

بالعودة الى الزمن الحالي 2012 تبدلت  كافة المعطيات وبات الصراع الإيراني-الإسرائيلي جد واضح وذلك جراء تهديد إسرائيل بنزع السلاح النووي الإيراني والذي تخاف من تطوره ،بالمقابل  قامت إيران بتقوية كافة حلفائها في المناطق العربية المجاورة مع إسرائيل .إن أي هجوم تقوم به إسرائيل للمنشآت النووية الإيرانية أو المناطق المتحالفة مع النظام الإيراني ستتم مواجهته بعنف من قبل حلفاء إيران في المنطقة وهم:سوريا في المرتبة الأولى وحزب الله في لبنان وحركة حماس في فلسطين.

                                                                          (بحث علمي )

المراجع:
- مجلة الحوادث :1979-1982
- كتاب:الثورة الإيرانية في أبعادها الفكرية والإجتماعية- حسن الزين
- محمد هيكل في كتاب:khomeiny et sa revolution. edition :jeune afrique
- جريدة النهار 
- قراءات لمقالات ريمون آرون

Tuesday, August 14, 2012

جمعيات أهلية وأجنبية تساعد المرأة اللبنانية في الريف


 

الحفاظ على التنوع البيئي والتنمية الإجتماعية والإقتصادية في جرود الهرمل

إستحداث منتزه طبيعي وطني في الشمال  مخطط توجيهي لمجلس الإنماء والإعمار


    إعداد:سيمون بو عون                      

 

تنتشر في لبنان مجموعة كبيرة من الجمعيات غير الحكومية المحلية والأجنبية ، وتتركز أعمالها على التنمية في كافة الميادين الزراعية والإجتماعية والتربوية والإقتصادية في سعي منها لدعم المناطق النائية التي تعاني من خلل في البنى التحتية ونقص فادح في المتطلبات المعيشية ، وتهدف الخطة الأولية لتحفيز المردود المادي لسكان هذه القرى التي تتركز في الهرمل والشمال . جمعية                                            

"مدى" تعمل في هذا النطاق الإنمائي وتساهم في بعض المشاريع التنموية بتمويل من مؤسسات وجمعيات أجنبية .


                                            

تأسست جمعية " مدى" في العام 2000 وهي منظمة غير حكومية تسعى الى تكوين مجتمعات متوازنة تحافظ على التنوع البيئي والإنفتاح على العالم ضمن نطاق إحترام حقوق الإنسان وتأمين العدالة الإجتماعية لكافة الفئات . وتساعد في إنشاء نماذج تركز على علاقة منسجمة بين الإنسان وبيئته . وترتكز مبادىْ الجمعية على عدم التمييز والإنصاف والإلتزام بالمصلحة العامة وإحترام وحماية البيئة الطبيعية والإبداع ، وهي جمعية مستقلة عن الأحزاب السياسية والمصالح الخاصة بحيث لا تبتغي الربح أو أية منفعة خاصة . وتعمل" مدى " في مجال التنمية مع مختلف المجموعات للوصول الى الهدف المنشود والذي يعتمد على على جهود محلية وسياسات وتنظيمات مناسبة للواقع المحلي دون المس بالفردية التي تتميز بها كل منطقة من جبال لبنان .

 

دعم المرأة الريفية

 

تعاني المرأة الريفية من مشاكل إقتصادية جمة وفي خطوة لدعمها قامت "مدى " بتأمين الماعز الشامي لمجموعة من النساء ، واستفاد من البرنامج الإنمائي 16 إمرأة تم إختيارهن بالتنسيق مع البلدية من خلال مراعاة الوضع الإقتصادي لكل إمرأة كما تم التأكد من إستعدادهن للمضي بهذا المشروع حتى النهاية . ونالت كل إمرأة ثلاثة ماعز من النوع الشامي والتي تم إختيارها تحديداً لأنها تحافظ على الغطاء النباتي في جرود الهرمل الغنية بالأشجار النادرة مثل اللزاب وغيرها ، فالماعز الشامي لا يحب الرعي ويمكن تربيته في الزريبة ويعطي إنتاجاً عالياً من الحليب ، وتركز هدف الجمعية على هذه النقطة لأنها أولاً خطوة هامة في الحماية البيئية وثانياً تقدم مردوداً ماديا ً للنساء من خلال بيع الحليب ومنتجاته الى القرى المجاورة . ولم تكتف الجمعية بتقديم الماعز فقط للنساء في جرود الهرمل بل قامت بأربع دورات تدريبية تركزت على كيفية زرع الأعلاف وحصدها بالإضافة الى إجراء دورات أخرى حول صحة الماعز وأساليب العناية بها . واستفادت من هذا المشروع قرى جرود الهرمل مثل عميرة وعين البيضاء وعقبة المتراس ومرج الطويل وغيرها ، وُتعتبر جميعها قرى تعاني من الحرمان والتهميش في البنى التحتية وسكانها يعيشون في ظروف صعبة .

العسل والأعشاب العطرية

تنتشر في بعض المناطق عادة قطع الأشجار التي تقضي على الثروة الحرجية التي تميز المناطق اللبنانية وجبالها ، وفي خطوة لتقديم فرص تجارية وبديلة لقاطعي الأخشاب وسكان الريف قامت " مدى "بتوزيع 95 خلية نحل في مناطق يكثر فيها قطع الأخشاب وتم تقديم بعض الأدوية واللوازم لجمعية تعاونية تأسست في الشمال في منطقة مشمش . وأُنجز المشروع على أكمل وجه بالرغم من الصراعات التي نشأت بين " مدى " وبعض الشركات الخاصة والتي أثرت نوعاُ ما على مشروع العمل مع جماعة قاطعي الأخشاب . أما في المناطق الشمالية فسوف يتم توزيع قفا~ر النحل على مجموعة من النساء غير أن الجمعية قامت بتأمين دورات تثقيقية تركزت حول كيفية العناية بالنحل والتعامل مع الأدوات المخصصة لأدارة القفير ، كما جرى تثقيف المرأة حول الأعشاب العطرية التي يفضلها النحل لأنتاج نوعية جيدة من العسل . وتقع كافة هذه الخطوات في خانة منح المرأة فرصة لزيادة مدخولها المادي وإخراجها من دائرة التهميش الذي يطال المرأة في كثير من الجرود اللبنانية

 

مشاريع بيئية وتربوية

لا تتركز النشاطات على النساء فقط بل تطال قطاع التربية حيث أقيم مخيم صيفي جمع 50 طفلاً، من منطقة الهرمل والشمال ، أعمارهم بين 8 الى 14 عاماً تم التركيز فيه على نشاطات تربوية حول حماية البيئة. بالإضافة الى دعم السياحة البيئية من خلال تشجيع وتعزيز السياحة البيئية في الهرمل ، الضنية ، عكار . أما التنوع البيولوجي فكرست الجمعية معظم وقتها للإهتمام بهذه الناحية وتمكنت من تقييم الحياة النباتية مكنها من الحصول على معلومات أولية حول التنوع البيولوجي في الغابات والقيام بدراسات حوله ووضع الخرائط والعمل في إطار مشروع المحمية الوطنية ، وضمن هذه الخانة قامت الجمعية بدعم الجمعيات التعاونية في الشمال المعنية بالمحمية الوطنية المتوقعة 

   

                                                                                 

منتزه طبيعي في الشمال

 تتمتع جبال لبنان الشمالي بإرث طبيعي فريد وتتميزبإمتداد أشجار الأرز وتواصلها ولقد تم تسجيلها ضمن المنتزه الوطني الوحيد المعد له في المخطط التوجيهي الذي أعده مجلس الإنماء والإعمار ويرتبط إنماء هذه المنطقة بحماية الثروات الطبيعية المكونة من غابات من شجر الأرز والعرعر والسنديان الأفرع ... وبهدف حماية الموارد الطبيعية وضمان ملكية الأراضي جرى إشراك البلديات المعنية بالإضافة الى العديد من الشركاء المحليين والدوليين . ويشكل الموقع الذي يشمله المنتزه الوطني في مخطط إعداد الأراضي اللبنانية وتتحدد بأكبر مساحة متواصلة من الغابات . وتساهم " مدى " في دعم مشروع المنتزه الوطني من خلال الإسهام في التنمية الإقتصادية والإجتماعية وتشجيع الفاعلين على الإهتمام بهذه المنطقة مثل البلديات والمالكين والتعاونيات وأصحاب حق الإستعمال . وتجدر الإشارة الى أنه تم إصدار مراسيم بسبع محميات طبيعية كما تشكل مواقع أخرى موضوع حماية في إطار قرارات رسمية صادرة عن وزارتي الزراعة أو البيئة وقد خطط مجلس الإنماء والإعمار لسبع منتزهات طبيعية إقليمية ، ومنتزه وطني واحد فقط


الحفاظ على كافة البنى التقليدية

أطفال يلعبون بطمأنينة


أشجار اللزاب منتشرة في جرود عكار




                                           برك مستحدثة للري 

 

 أما النتائج فهي غالباً ما تقترب من الهدف المنشود على الرغم من بعض المعوقات التي تعترض أي مشروع ، ولكن تبقى المنشورات التثقيفية تساعد على الإطلاع على نشاطات الجمعية بشكل موسُع .
المحاولة جيدة وخاصة أنها تلقي الضوء على أهمية التنوع البيئي الذي يتمتع به لبنان وخاصة جروده المنسية والغارقة في التهميش الواسع


 

تقوم جمعية "مدى" بنشاطات بناءة هدفها تعميق المعرفة والإدراك لأهمية الحفاظ على الزراعة