الشعوب التي تعتمد على بزر الكتان في غذائها صحتها
أفضل
مضاد لسرطان الثدي والبروستات والأمعاء ويقوي العظام
غني بالألياف والحمض الدهني أوميغا 3 يخفٌض نسبة الكولسترول والأزمات القلبية
يوجد إعتقاد سائد لدى معظم الناس بأن الطبيعة هي مخزن هام لكاقة الأدوية المعالجة للأمراض التي تصيب الإنسان ، والحقيقة أنه بمجرد قراءة بعض المكونات التي تُصنٌع منها الأدوية نعرف أن بعض مصادرها هي من الأعشاب الطبيعية .
بزرة الكتان غدت في الفترة الأخيرة تستحوذ على إهتمام العلماء وأجريت العديد من الدراسات والأبحاث حول هذه البزور وتبين أهميتها في تحسين إداء الجسم وتخفيض معدل الكولسترول في الدم وتفادي سرطان الثدي والبروستات وتعزيز الكالسيوم .
إعداد: سيمون بو عون
في أحد الأيام سئل غاندي عن أهمية بزر الكتان في النظام الغذائي فأجاب بأن الشعوب التي تستهلك يزرة الكتان في غذائها تتمتع بصحة أفضل . واستعمال بزرة الكتان ليس حديث العهد بل أنه كان منتشراً في العصور القديمة لأهمية خصائصه الغذائية والطبية ، ووردت عدة مخطوطات قديمة أشارت الى بزور الكتان كعلاج ناجع لبعض الأمراض . ففي العام 650 قبل الميلاد كتب أبقراط عن أهمية بزر الكتان ومنافعه في معالجة أمراض وأوجاع المعدة.واعتُبرت بزرة الكتان في العصور القديمة كهدية من الآلهة وأصبحت ترمز الى النقاوة ربما بسبب البياض الذي كان يميز القماش المصنوع منها ، ولم يكن مسموحاً باستعمال الأقمشة الأخرى في المعابد المصرية .وتقول الأسطورة بأن قماش الكتان إكتشفته إيزيس واستعملته في تكفين جسد أخيها وزوجها أوزيريس .
|
بزر الكتان غني بالألياف
|
|
زهرة بزر الكتان
|
بزر الكتان في كندا
تنتشر زراعة الكتان في كندا فهي تنمو في المناطق الباردة ، وتتميز هذه النبتة بزهورها الزرقاء الجميلة والتي لا تدوم أكثر من بضع ساعات ، ثم تتحول الى ثمرة تحتوي على أقل من عشر بزور وتتميز بغناها بالزيوت بنسبة 42%. وبفضل استخدام التقنيات الزراعية الحديثة فإنه نادراً ما تصاب هذه النبتة بالأمراض . وتتم زراعة الكتان لأهداف صناعية وخاصة تصنيع قماش الكتان أكثر منه لإستخراج الزيوت أو استهلاك البزور في سلسلة المأكولات المعدة للإستهلاك البشري . وتشتهر كندا بزراعة الكتان ويصل إنتاجها السنوي الى أكثر من800.000 طناً ، وهي تُعتبر المصدَََر الأول لبزر الكتان عالمياً .
إكتشف الكنديون أهمية بزرة الكتان في معالجة الأمراض وخاصة بعدما أجريت العديد من الدراسات والتي بينت نتائجها ثأثير بزرة الكتان في تخفيض معدل الكولسترول في الدم وتفادي الإصابة بسرطان الثدي والبروستات . وُيستعمل بزر الكتان في كندا في الكثير من المأكولات والخبز والحلويات حتى أنه ومنذ العام 1990 يتم إضافته الى الأعلاف الحيوانية لقدرته على تحسين عملية الهضم لدى الماشبة ؛ كما يُستخدم الزيت المُستخرج منه في صناعة الصابون والطلاء والحبر وغيرها...
مضاد لسرطان الثدي والبروستات
إعتبر الباحثون يزرة الكتان بمثابة الكنز الذي يسهل العثور عليها لوجودها في متناول الجميع وأسعارها زهيدة ، وتبين أهميتها في تفادي مجموعة كبيرة من الأمراض . تتميز بزرة الكتان بغناها بالألياف الغذائية والحمض الدهني "أوميغا3" واللينيان ، وتحتوي على 23% من الألياف الذائبة وغير الذائبة ، وتكمن الأهمية في الحمض الألفا لينولينك وهو حمض دهني ضروري يسمى أوميغا 3 الذي لا يصنَعه الجسم بل يجب الحصول عليه من خلال التغذية ، وهو حمض دهني أساسي في تفادي بعض الأمراض مثل : الجلطة الدموية ، السكتة القلبية ، سرطان الثدي والبروستات والأمعاء . إن مادة اللينيان الموجودة حصرياً في بزرة الكتان تُعتبر مركباً مهماً في تفادي السرطان ، وهذه المادة بمثابة هرمونات نباتية تحتوي على تركيبة جزيئية شبيهة بهرمون الأستروجين وتتفاعل مثله إنما بنسية أقل . تلعب هذه الهرمونات دوراً مهماُ في تفادي العديد من الأمراض التي تصيب النساء مثل: سرطان الثدي وبطانة الرحم ، ترقًق العظم .وتساعد مادة اللينيان الموجودة في بزر الكتان في التخفبف من عوارض سن اليأس عند المرأة وأوجاع العادة الشهرية .
وتوجد هذه الهرمونات في البزرة الكاملة لذلك من المهم إستعمالها في النظام الغذائي اليومي . من جهة أخرى تتميز بزرة الكتان بغناها بالحمض الدهني أوميغا3 ، ويُنصح باستهلاك ملعقتين كبيرتين يومياً (مطحون) حيث تؤمن 140% من الإحتياجات اليومية اللازمة لعمل الخلايا ، فهي تؤمن الترابط بين خلايا الدماغ وتنظًم دقات القلب وتلعب دورمضادات الإلتهاب وهي ميزة مهمة حيث أشارت الدراسات الىأن إلتهاب الأنسجة المزمن أكان ناتجاً عن إصابة مباشرة أو غير مباشرة ، مثل التعرَض المستمر لبعض الملوثات المضرة بالصحة :دخان التبغ أو ألياف الأمينت ، تزيد من خطر الإصابة بالأمراض السرطانية .
بزر الكتان والكولسترول
على الرغم من عدم الإشارة صراحة في نتائج الدراسات الى أهمية الحمض الدهني أوميغا3 الموجود في بزر الكتان في تخفيض معدل الكولسترول في الدم ، إلا أن دراسات أخرى أُجريت على فريقين أُعطي الأول أطعمة غنية بالدهون المشبعة واللحوم ، والفريق الثاني تناول إضافة الى غذائه الطبيعي ملعقتين كبيرتين من بزر الكتان المطحون . وأتت النتائج كالتالي : تضاءلت الإصابة بالأزمات القلبية وتقلص الشرايين وانخفض معدل الكولسترول لدى المجموعة التي تناولت بزر الكتان . وينصح أطباء القلب المصابين بالكولسترول بعدم التوقف عن تناول العقاقير التقليدية لتخفيض معدل الدهون في الشرايين إلا أنه يمكن إضافة ملعقتين كبيرتين من بزر الكتان الى غذائهم اليومي . ومن المستحسن طحن البزور يومياً للمحافظة على المكونات المفيدة والفعالة الموجودة فيها . وينصح الأطباء كافة الأشخاص المصابين بالكولسترول بإعتماد نظام غذائي فقير بالمواد الدهنية مثل :سمك السلمون البري ، المأكولات الغنية بالبروتين ، الصويا ،الكرَات ، الهندباء ، الأناناس ، البابايا ،البطاطا الحلوة ، اللوز ، بزر الكتان ، اللبن، الأفوكادو ( كمية قليلة ) ، زيت الزيتون المعصور على البارد .
إن الحمض الدهني أوميغا3 ، وهو من الأحماض الدهنية غير المشبعة ، موجود بكثرة في بزر الكتان المطحون ، ويحتاج الجسم الى هذا الحمض إضافة الى الحمض الدهني أوميغا6 لإتمام العملية الأيضية ، ولا يمكن إستخراجها من الأحماض الدهنية الأخرى لذك من الضروري إضافتها الى النظام الغذائي لأنها ضرورية لتكوين الأنسجة العضوية والخلايا ، وتغذي بشكل خاص خلايا الدماغ والجهاز العصبي وتخفُض من معدل الكولسترول السيء ( LDL) في الدم وترفع نسبة الكولسترول الجيد HDL وتحسًن هذه الأحماض الدهنية من إداء العملية الكيميائية داخل الجسم مثل تنظيم ضغط الدم وتليين الشرايين . ويحتوي بزر الكتان على 23% من الألياف الغذائية الذائبة وغير الذائبة ، والألياف غير الذائبة تؤثر على معدل السكر والكولسترول في الدم ، أما الألياف غير الذائبة فتفيد في عملية الهضم وحركة المعى الغليظة لتفادي الإمساك ، كما لبزر الكتان فوائد جمة في تفادي الإصابة بسرطان المعى ، وتبين أن ثلاثة أرباع الحصة اليومية من الألياف الغذائية ( حوالى 30 جراماً ) مصدرها المأكولات الغنية بالألياف غير الذائبة والربع من تلك الذائبة : إن ثلثي الألياف الموجودة في بزر الكتان هي ألياف غير ذائبة والثلث ألياف ذائبة .
يساعد في تقوية العظام
من المعلوم أن زيت السمك يساهم في رفع مستوى الحمض الدهني أوميغا3 وحمض ألفا لينوليك ، غير أنه ومع إكتشاف فعالية بزر الكتان في رفع معدل هذين الحمضين لم نعد بحاجة الى الأسماك . وأظهرت الدراسات الى أن هذه الأحماض تقوي العظام . وحمض أوميغا 3 هو نوع من الأحماض الدهنية غير المشبعة ، وتوصي معظم الإرشادات العلمية بتناول وجبات غنية بالأحماض غير المشبعة . أجريت دراسة عملية في جامعة "بنسلفانيا ستيت " وبينت النتائج أن إستهلاك مصادر نباتية لحمض ألفا لينوليك مثل الجوز وزيت بزر الكتان يساعد في تقوية العظام . واستندت النتائج التي تنشر في دورية التغذية الى دراسة شارك فيها 23 شخصاً تناولوا وجبة من بين ثلاث قدمها إليهم الباحثون مدى ستة أسابيع . وشملت الوجبات وجبة يتناولها الأميركي في المتوسط والتي تقل فيها نسة أحماض "بي يو أف اي " ووجبة غنية بحمض " اللينوليك " وأخرى غنية بحمض "ألفالينوليك "وهو حمض دهني غير مشبع من مجموعة " أوميغا6" . ومقارنة بالنظام الغذائي الأميركي ، أظهرت الوجبة التي تحتوي على أحماض "ألفالينوليك " والى حد ما الوجبة التي تحتوي أحماض لينوليك تغيرات تشير الى تراجع إحتمالات تعرض العظام للكسور وهو يساعد في تقويتها . إنما لم تظهر الدراسة مساهمة هذه الأنظمة الغذائية في تكوين عظام جديدة .
نصائح عملية
يستطيع الأشخاص الذين يعتمدون على 2000 وحدة حرارية في اليوم أخذ 2،2 جرام من بزر الكتان يومياً ، ومن المستحسن طحن بزر الكتان يومياً واستهلاكه طازجاً بسبب سرعة عطب الأحماض الدهنية الموجودة داخله . ويُنصح بعدم شراء البزور مطحونة مسبقاً ، كما وللأسباب ذاتها من الأفضل إستخدام البزور أكثر من الزيوت المباعة في المحلات التجارية ، ذلك أن الزيت يفسد بسرعة ويفقد بالتالي خصائصه المفيدة . ولا يحتوي الزيت على مادة اللينيان المهمة في محاربة سرطان الثدي ، ومن أجل تفادي وتقليص نسبة إستهلاك الحمض الدهني "أوميغا6" ، وهي موجودة بكثرة في اللحوم والبيض والزيوت النباتية وغيرها، يُنصح بإستعمال زيت الكانولا وزيت الزيتون وتفادي زيت الذرة أو دوار الشمس .
ومن الضروري وضع البزر المطحون في البراد وفي وعاء محكم الإغلاق ، وللحفاظ على خصائصه المفيدة لا يجب تعريضه للنار أو الحرارة ،إنما بمكن إضافته بعد إنهاء الطهي لأن الزيت الموجود في بزر الكتان سربع العطب ولا يتحمل الحرارة ، ولا توجد أية عوارض سلبية معروفة لغاية اليوم لإستعمال بزر الكتان أو زيته .
No comments:
Post a Comment