النائب للتعازي
إختلفت آراء الناس حول أهمية إبداء الرأي في الأشخاص الذي يتقدمون للأنتخابات النيابية ، فمنهم من يرى أن هؤلاء لا يمثلون إلا ذواتهم وما أن يصلوا الى الكراسي تتبدل الآراء وتطير الوعود !
• نورما : 35 سنة رأت" أن النائب لدى ترشحه يطوف على الناخبين ويغدق عليهم الوعود ويؤكد على منح الوظائف لكافة العاطلين عن العمل وخاصة وأن الأمور تتم طائفياً ويصبح النائب كأنه المؤتمن على حياة الناخبين ، وهذا قبل الأنتخابات ، إنما بعدها بيوم واحد لا نعود نرى صورته سوى لتقديم التعازي . أما في حال تمت دعوته الى حضور زفاف فغالباً ما لا يحضر لأنه يترتب عليه إرسال هدية للعروسين فهو أبداً تنطبق عليه مقولة خذ ولا تعطي !"
• نمر : 20 عاماً ، طالب جامعي ، " لا أنتمي الى أية جهة حزبية ، وأتمنى أن تكون الإنتخابات تعبيراً عن الرأي العام وليس كما هو حاصل في أيامنا هذه ألا وهو تعبير عن العوز والمأساة . ملايين من الدولارات تهدر على الحملات الإنتخابية وما أن يحصلوا على الأصوات التي يكونون قد إشتروها بحفنة من الدولارات يتم نسيان الناس وتبدأ الصفقات وكل واحد يشد الى جهته والناخب التعيس يكون قد أصبح "على الأرض ياحكم " لأن لا أحد يهتم بشؤونه الخاصة . والغريب أن النائب تزداد ثروته بسرعة البرق ما أن يفوز بالإنتخابات بينما الناخب تتدهور أحواله المالية في بلد الفاتورتين ولا من يهتم بشؤونه الحياتية "
• كميل : 38 سنة مهندس معماري ، "أرى الإنتخابات فولكلوراً يتظهَر لفترة وجيزة ثم ينكفىء ويعيش الناس أقسى الحالات الإجتماعية صعوبة ، وأذكر أنه في الحي الذي أعيش فيه أقدم ثلاثة أشخاص على الأنتحار وهم ليسوا بعمر الشباب بل هم أرباب عائلات ولم يستطعوا تحمل الضغوطات الإجتماعية ! ففي بلد تكون فيه نسبة البطالة تتخطى عتبة 30% ولا أحد من المسؤولين يهتم فإن الأمر يولد ثورة إجتماعية بينما في لبنان فإن الشعب مخدر وسلًم البعض أموره الى النواب لكي يتصدقوا عليهم بوظيفة من هنا وهناك ، بينما القسم الأكبر من الناس فقد ثقته بكافة النواب وقرر أما الهجرة الى الخارج أو الصمت ومراقبة الأحداث . "
• علي :41 سنة موظف في أحد المصارف " لا أطالب سوى بالمؤسسات الرسمية ، نحن نعيش في بلد لا يؤمن أدنى متطلبات العيش وارتفعت نسبة الفقر وبات يهدد شريحة كبيرة من الناس ، وأكثر من نصف السكان يعيشون في ظل أوضاع إقتصادية رديئة ، ولغاية اليوم لم يتم رفع الحد الأدنى للأجور مخافة إعتراض الهيئات الإقتصادية . بات اللبناني يشتهي أن يتناول عشاءه مع عائلته بكل إحترام وبدون حرج أمام أولاده . أهذه هي أحلام الناس الذين ينتخبون النواب ؟ بالطبع لا إنما يفضلون قبض بضعة دولارات لتأمين وجبة ليومين لأطفاله وخاصة وأنه وحده ،غير قادر على التغيير، فلم وجع الرأس ؟ "
• سمر : 31 عاماً ربة منزل ، " إنتخبت إستجابة لرغبة زوجي لأن لديه مصالح خاصة وفي حال تمنع عن الأنتخاب تتعرقل كافة أعماله ، لذلك نذهب جميعاً ونقترع مخاقة خسارة أعمالنا . الإنتخابات باتت تهدد إستقرارنا العائلي ، فمرة لم أرغب في الإنتخاب ومكثت في المنزل ، يومها تلقيت عدة زيارات من الماكينة الإنتخابية لهذا النائب أو ذاك لحثي على التصويت ، ووعدني أحدهم بتأمين وظيفة جيدة لي وخاصة وأنني أحمل إجازة في التسويق فقبلت وانتخبت لأنني بحاجة ماسة الى وظيفة . في اليوم التالي إتصلت بمكتب الماكينة الإنتخابية لهذا النائب وطُلب مني إرسال السيرة الذاتية والإتصال بهم بعد 10 أيام وهكذا فعلت ، وتفاجأت أن الوظيفة المعروضة علي كانت سكرتيرة بسيطة في إحدى الشركات . وأجبته أن هذه الوظيفة لا تحتاج الى وساطات وأستطيع الحصول عليها بكل سهولة إنما إجازتي في التسويق تمنعني من الخضوع لهذا التعسف ! "
No comments:
Post a Comment