هل يمكن إزالة
لعنة السيطرة على لبنان؟
القوات السورية ودورها في السياسة اللبنانية
منذ مطلع السبعينات
حاصر"الشيطان" لبنان على عهد الرئيس سليمان فرنجية، وبدأت الأحداث
عبر السماح بتحرك القوى الفدائية الفلسطينية والتي كانت تقتطع لها قرى في جنوب
لبنان وأطلقت على نفسها تسمية"فتح لاند"وفتحت الجبهة مع إسرائيل .لم
تحرك الجهات العربية ساكنا وتحالف اليسار مع الفلسطينيين وبدأت عمليات "فحص
الدم"حول وطنية السياسيين وحول عروبة لبنان!
إندلعت الأحداث في
13 نيسان1975 ووقع المحظور:إنقسامات
سياسية كبيرة ومطالبة بإستقالة الرئيس سليمان فرنجية وعريضة نيابية من 66 نائبا تم توقيعها
للضغط على فرنجية لدفعه الى الإستقالة غير أنه رفض الإستقالة،وتم تعديل المادة 73 من الدستور مما يجيز
إنتخاب رئيس للجمهورية قبل ستة أشهر من إنتهاء ولايته.
وإزاء تفاقم
الأحداث ورفض أميركا التدخل عسكريا لتهدئة الوضع الأمني في لبنان كان الحل الوحيد
الإستعانة بالجيش السوري والذي كانت له أحلام
قديمة بدخول المنطقة وتعود الى أحداث 1968 ولقد دخل
الجيش السوري لرد تحركات "منظمة التحرير" و"الحركة
الوطنية"لتهديدها أمن سوريا أولا والمناطق المسيحية ثانيا.
آليات سورية في البقاع
آليات سورية في البقاع
عهد الياس سركيس
في عهد الرئيس
الياس سركيس كانت الرسالة السورية واضحة تلقفها موفد الرئيس سركيس الى دمشق السيد
كريم بقرادوني وعاد بملاحظات هامة وهي أن سوريا تحذر من كل تدخل عربي يرمي الى
الحد من دور سوريا في لبنان.
أما لبنان فكان
متروكا لسوريا فقط وتحت نظر ورضى الولايات المتحدة والتي كان يهمها فقط ما يجري في
الجنوب للحفاظ على المصالح الإسرائيلية. ولقد كانت سوريا تلعب دورا فاعلا في
السياسة اللبنانية وحتى قيل أنه عندما تقرر أن لبنان سيكون من الأعضاء المؤسسين
لجامعة الدول العربية إعترض الوفد السوري المؤلف من رئيس الحكومة السوري آنذاك
ووزير الخارجية جميل مردم بحجة عدم إستقلالية لبنان وعدم قطعه للعلاقات مع دول
الغرب ، وبعد تدخل بريطانيا قبل الوفد دخول لبنان الى الجامعة العربية على أن
يتعهد عدم قبول أية مؤامرة غربية ضد سوريا على أن يتعامل ضمن مبادىء الأخوة مع
العرب.ولقد سجل الوفد السوري على محضر التأسيس الجملة التالية:"نوافق على أن
يكون لبنان أحد مؤسسي الجامعة العربية ولكننا نود أن نسجل في هذه المناسبة أنه لن
يمر وقت طويل قبل أن يطالب شعب لبنان بالإنضمام الى شقيقه الشعب السوري."
من جهة أخرى ولدى
تشكيل أية حكومة جديدة فكان يتم اللجوء الى الإستشارات مع سوريا وكان أكثر ما
يزعجها الحريات الإعلامية في لبنان وطالبت اكثر من مرة بضرورة ضبط الإعلام.وقامت
قوات الردع في العام 1976 بدهم مكاتب
"المحرر" و"بيروت" و"النهار" و"لوريان لو جور"
وطردت الصحافيين من مكاتبهم وأساءت معاملتهم.كما كان يطلب من الإعلام إبراز دور
سوريا ونفي كافة الأقوال السيئة في حقها.إعتبر السوريون أن الحريات الإعلامية
كماليات مضرة لا أكثر ولا أقل ويمكن التضحية بها من أجل مصلحة الأمن والإستقرار في
لبنان...وفي العام 1977 صدر المرسوم الإشتراعي
القاضي بفرض رقابة على الصحف بواسطة الأمن العام.
أما تعيين رؤوساء
الحكومات والوزراء فكان يتم بإيعاز سوري حتى حدا بالرئيس رشيد الصلح في نهاية
العام 1977 وإثر زيارة الرئيس المصري أنور السادات الى القدس
،والتي لم يكن مرحبا بها من الجانب السوري،طالب الرئيس الأسد من كافة القيادات
السنية إدانة هذه الزيارة ولم يستجب لهذه الدعوة سوى الرئيس رشيد الصلح والذي دعا
الى اقامة تنسيق عسكري كامل مع سوريا وتعاون نيابي وتوحيد للقوانين بين البلدين...
صواريخ الغراد تدك المناطق اللبنانية |
التدخل العسكري
السوري
في السابع من شباط1978 وقع حادث إطلاق نار بين قوات الردع العربية
وعناصر من الجيش اللبناني في ثكنة الفياضية أدى الى مقتل أربعة عشر جنديا وثمانية
عشرة جريحا من السوريين وجريح واحد لبناني، تازم الوضع وطالبت سوريا بإعدام
المسؤولين عن هذه الحادثة .حاول لبنان إنشاء محكمة أمنية خاصة لمحاكمة الفاعلين
بعد ضغط سوري وصدر المرسوم 919 والقاضي بتعيين هيئة
المحكمة الأمنية الخاصة قام السوريون بتهديد بكفيا ومناطق أخرى إذا لم تتم تلبية
شروطهم وهو تسليم قاتلي الجنديين السوريين الذين سقطا أيضا في منطقة فرن الشباك
والتي كانت تحت سيطرة الوطنيين الأحرار.
ومنذ تلك الفترة
وضعت الكماشة السورية على كافة مرافق الدولة تحت موافقة أميركية واضحة وفقد لبنان
حرية قراراته على كافة الأصعدة وإستمر الحال على هذا المنوال حتى خروج الجيش
السوري من لبنان بعيد إغتيال الرئيس رفيق الحريري في العام 2006 .
المراجع: كتاب فؤاد بطرس المذكرات
صحف ومجلات
وتحاليل سياسية